بكين، مانيلا – أ ب، أ ف ب - أفادت دراسة نشرها المصرف المركزي الصيني، بأن آلاف المسؤولين الصينيين الفاسدين اختلسوا أكثر من 120 بليون دولار وفرّوا الى الخارج. وأشارت الدراسة الى ان ما بين 16 و18 ألفاً من موظفي الحكومة او شركات رسمية هرّبوا الى خارج الصين بين منتصف تسعينات القرن العشرين وعام 2008، رشى تُقدّر قيمتها الإجمالية بنحو 800 بليون يوان (123 بليون دولار). وفرّ المسؤولون البارزون الذين اختلسوا المبالغ الضخمة، الى دول مثل الولاياتالمتحدة وكندا واستراليا وهولندا، فيما انتقل الأدنى مرتبة الى دول أقرب منها مثل روسيا او تايلاند. ولفتت الدارسة الى ان المسؤولين الفاسدين استخدموا غالباً هونغ كونغ معبراً الى دول الكومونولث، فيما مرّ آخرون عبر دول افريقية أو أميركية لاتينية للوصول الى دولة غربية. كما فرّ بعضهم وهم يحملون مبالغ نقدية في حقائبهم. ومن أشكال اختلاس الأموال، إبرام عقود مزورة وسرقة ممتلكات تعود الى شركات صينية عامة في الخارج، من طريق طرف ثالث، أو إنشاء شركات وهمية تتلقى أموالاً تأتي من رشى. وأفادت الدراسة بأن أسعار العقارات في أحياء سكنية في نيويورك أو لوس أنجليس مثلاً، ارتفعت بتأثير تدفق عائلات صينية مصدر أموالها مشبوه. واعتبرت الدراسة ان الفساد من الخطورة بحيث قد «يقوّض أسس سلطة الحزب» الشيوعي الصيني، ويهدد الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد. وأضافت: «لحماية مساندة الشعب ووجود الحزب، يجب المعاقبة ومنع الفساد في شكل فاعل». كما دعت الى تحسين سبل مراقبة نقل الأموال، ومراجعة أساليب الدفع خارج البلاد. واتخذت السلطات الصينية إجراءات لمكافحة الفساد، منذ بدء الإصلاحات الاقتصادية قبل اكثر من 30 سنة، لكنها لم تنجح في الحد من هذه الآفة التي تقوض شرعية الحزب الشيوعي وتغذي استياء السكان. وشدد الرئيس الصيني هو جينتاو مراراً، على أولوية القضاء على الفساد المستشري في صفوف الحزب. على صعيد آخر، أعلنت بكين أن وحداتها البحرية نفذت أخيراً مناورات استمرت ثلاثة ايام في بحر الصين الجنوبي، وهي منطقة غنية بمصادرها الطبيعية وتتنازع الصين ودول أخرى مجاورة السيادة عليها. وأوردت صحيفة «الشعب» الرسمية ان المناورات التي شاركت فيها قوارب دورية ومقاتلات وغواصات، استهدفت تحسين سبل الردّ على أي أزمة مفاجئة تنشب مستقبلاً. أتى ذلك بعدما اختتمت فيتنام الاثنين الماضي مناورات عسكرية بالذخيرة الحية، بعدما اتهمت قوارب صينية بعرقلة استكشاف النفط والغاز في مياهها الإقليمية. وتتنازع الصين وفيتنام والفيليبين ودول أخرى، السيطرة على جزر باراسيل وسبراتلي في بحر الصين الجنوبي. وأعلن الرئيس الفيليبيني بنيغو أكينو أن الخلاف الحدودي مع بكين لن «يرهب» بلاده، بحجة أنها «دولة صغيرة» مقارنة بالصين. وقال: «نعتقد اننا نملك أسساً صلبة لنقول (للصين): «لا تتطفلوا على أراضينا». وهذا ليس مصدر نزاع، ويجب ألا يكون كذلك».