يلعب الإعلام دوراً مهماً في الحفاظ على البيئة، من خلال تقديم المعلومات التي تحفز الجمهور على انتهاج سلوك يحافظ على استدامة الموارد الطبيعية. لقد مضى 11 عاماً على إعلان الأممالمتحدة عن الأهداف الإنمائية للألفية التي اتفق على تحقيقها قادة العالم عام 2000 ولم يبق إلا ثلاثة أعوام لانتهاء مهلة تحقيقها في 2015. وفي التقرير العربي الثالث حول تحقيق أهداف الألفية في الوطن العربي كان التغير المناخي يمثل تحدياً جوهرياً أمام تحقيق الأهداف خصوصاً كفالة استدامة البيئة وما يتفرع عن ذلك من غايات متمثلة في إدماج مبادئ التنمية المستدامة في السياسات والبرامج القطرية وانحسار فقدان الموارد البيئية والحد بقدر ملموس من معدل فقدان التنوع البيولوجي بحلول عام 2010 وخفض نسبة الأشخاص الذين لا يمكنهم الحصول باستمرار على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي الأساسية إلى النصف بحلول عام 2015 وتحقيق تحسين كبير بحلول عام 2020 لمعيشة ما لا يقل عن 100 مليون من سكان الأحياء الفقيرة. ووفق التقرير فإن نسبة الغلاف النباتي في المنطقة العربية حافظ على ثباته منذ عام 1990 أو زاد بنسبة ضئيلة جداً، وإن 15دولة عربية على الأقل تواجه خطر استنفاد مصادرها المائية كالبحرين والأردن والكويت وليبيا وعمان وقطر والإمارات التي تقع تحت مستوى 1000 متر مكعب سنوياً للفرد. هذه المؤشرات المقلقة تنبئ بضرورة إيجاد إعلام بيئي متخصص قادر على توجيه اهتمام الجمهور إلى الأخطار البيئية التي تلوح في الأفق وتحفيز صناح القرار والضغط عليهم لاتخاذ إجراءات تلزم المواطنين الحفاظ على البيئة. فالإعلام البيئي يلامس احتياجات المواطن الأساسية والتأثيرات والأضرار الناتجة من الكوارث أو التلوث ويتوجه إلى الجماهير لتكون قوى ضاغطة لحض أصحاب القرار على انتهاج سياسة إنمائية متوازنة تحترم البيئة وتحافظ على مواردها الطبيعية. إن الإعلام هو الركيزة الأولى في عملية رفع الوعي البيئي لأنه الوسيلة الأكثر تأثيراً، فماذا لو رافقت الدول العربية خططها لتحقيق أهداف الألفية الثالثة برسائل إعلامية متكررة للجمهور تحذره من الأخطار البيئية وتحفزهم على زراعة الأشجار والاقتصاد في استخدام المياه العذبة؟ بكل تأكيد ستختلف نتائج التقرير العربي بشكل كبير، لأن الحكومات العربية لم تراهن على المواطن كركيزة مهمة في عملية التنمية البيئية، ولم تعمل على تغيير موقفة السلبي منها. إن تكوين حالة من الوعي البيئي هو النقطة الأولى في التنمية البيئية المستدامة لأنها تكسب المواطن المعرفة وتخلق حالة من التفاعل بين الجمهور والمؤسسات الرسمية لنشر قيم إيجابية تجاه القضايا البيئية وحمايتها وترك القيم السلبية.