ما عاد تمزيق الكتاب أو إلقاؤه في الطريق المؤدي إلى المدرسة، كافياً لدى طلاب «محبطين» من أدائهم في الاختبار، إذ تنوعت أساليب التعبير عن الامتعاض بين «التفحيط» أو حضور حفلاته. فيما يجد آخرون في جدران مدارسهم مساحة واسعة للتعبير عن سخطهم، تجاه ما وجدوه من أسئلة «صعبة». حتى ان بعضهم دوّن كلمات «هجاء» ضد المديرين والمدرسين.و»خربش» طلاب جدار مجمع ومدرسة في تاروت، إحداها حملت رسائل واضحة ضد معلم ومدير. فيما حفل جدار المدرسة الأخرى، بعبارات «خادشة للحياء»، أو تضمنت «تهديداً» لزملاء في المدرسة. ووصف المعلم عبد الكريم الغنام، ما حدث لإحدى المدارس ب «الوحشية»، موضحاً أن «الخربشة طالت ثلاثاً من جدران المدرسة، في شكل كامل ومزرٍ». وذكر أن الكتابة على جدران المدرسة «حدثت لأول مرة في تاريخها، وتزامن ذلك مع وضع صبغ جديد للجدران». ويضم المجمع التعليمي، مدرستين؛ متوسطة وابتدائية. واستبعد الغنام، أن «يكون طلاب الابتدائي من كتب على الجدران، والاحتمال الأكبر كونهم من المتوسطة»، مضيفاً أن «الإدارة حاولت في بداية الأمر؛ مسح الكتابات. إلا أن الخرابيش زادت في الأيام الأربعة التالية»، متوقعاً أن ينتهي الأمر «لو تقدمت الإدارة ببلاغ إلى الشرطة، حتى تراقب المكان». وربط بين ما يحدث في الاختبار، وعملية الكتابة على الجدران، موضحاً أن «بعض الطلاب يوجه فشله بتهديد المدرسين أو الإدارة، من طريق الكتابة، بهدف إزعاجهم وتحذيرهم في الوقت ذاته»، مضيفاً أن «الطالب الذي لا يهتم في مذاكرة دروسه استعداداً للاختبار، يملك وقتاً كبيراً من الفراغ في هذه الأيام». وأطلق الغنام، ومدرسون آخرون العام الماضي، مشروعاً لإعادة صبغ جدران إحدى المدارس. ونقلت تجربتهم إلى مدارس أخرى، وذكر أن «المجموعة المتطوعة في الصباغة عملت على دهان تقاطع بلدة دارين». ويعتبر رمي الكتب في الطريق، إحدى أبرز الظواهر الملازمة لأيام الاختبارات. ويقول المعلم منير محمد: «إن بعض المدارس تخصص موقعاً للكتب، كي يتركها الطلاب فيها. ومن لا يرغب في أخذها، وبخاصة من الواثقين في النجاح، يتم التصرف فيها من جانب المدرسة». وإلى جانب رمي الكتب، تتصدر ممارسة بعض الطلاب للتفحيط خلال هذه الفترة، إضافة إلى «رفع صوت سماعات السيارات بالغناء والموسيقى». ويذكر منير، أن «الطلاب يستعرضون أمام الآخرين بهذا الفعل، رغبة في لفت الانتباه لهم، كجزء من المراهقة التي يعيشونها. وإلى جانب رفع أصوات الغناء يجول مراهقون بسياراتهم بين الحارات. وعلى رغم تكثيف إرشادات «حسن السيرة والسلوك» بين الطلاب، طوال العام الدراسي، إلا أنها تغيب في أيام الاختبارات. وأبان أن «المدارس لا تركز على هذا الجانب، معتمدين على التوجيه في بقية أيام العام الدراسي. كما أن أولياء الأمور غائبون في هذه الفترة، ولا يبدون اهتماماً في أبنائهم، خصوصاً من تتاح لهم فرصة قيادة السيارة»، مضيفاً «بعضهم يعلم وبعضهم لا يعلم». ويرجع المرشد الطلابي يوسف عبد السلام، سلوك الطلاب «غير السوي» إلى «الانفتاح في الاتصال وتلقي السلوكيات»، موضحاً أن «سنوات ما قبل الموبايل والانترنت، كان السلوك السيئ فيها محدوداً. ويمكن السيطرة عليه، إلا أن الطلاب في هذه الأيام يحضرون موبايلات مزودة بانترنت في الفصل، وهذا له أثر كبير على سلوكهم».