عادت الحافلات الصفراء إلى الشوارع مرة أخرى، بعد أن كانت لها علاقة مع العام الدراسي قبل أعوام عدة، من خلال نقل الطالبات من وإلى المدارس، لكنها هذه المرة تستخدم في توصيل العمالة. ويتذكر السعوديون في السنين الماضية كيف كانت هذه الحافلات التي تستحوذ على الشوارع بمهمات عدة، تبدأ بإيصال الطالبات إلى المدارس ولا تنتهي بإيصال المريدين للرحلات الخلوية إلى أطراف المدن، التي كان الوصول إليها هي المتعة القديمة. وعودة هذه الحافلات إلى الطرق لم تكن إلا بسبب الأعمال الإنشائية المتكاثرة في المدن، التي كلفت بها مؤسسات وطنية أخذت على عاتقها إنشاء العديد من المشاريع التي تحفل بها الموازنات السعودية المتجددة. وقال سائق الحافلة أكبر محمد لقمان: «لم أفكر أنه سيأتي من سيطلب منه الحافلة التي وقفت أعواماً بعد انتهاء عقده مع مدارس أهلية كان يوصل طلابها». وأضاف: «بدأت عملي مع التوصيل إضافة إلى استئجار عشرات الحافلات من أصحابها وإيجاد سائقين يوصلون عمال المركز من والى مقار سكناهم في أطراف العاصمة، في مشروع بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية». وذكر سائق آخر (فضل عدم ذكر اسمه) أن الحافلات الصفراء بدأت الشركات تتسابق على استئجارها في نقل العمالة من وإلى مشاريع تلك الشركات، كونها توفر على مسؤوليها كلفة التوصيل لعمالتهم. وأكدت مصادر مطلعة في شركات ل»الحياة» أن السائق الذي يملك حافلة يمنح راتباً شهرياً قدره أربعة آلاف ريال، فيما يعطي السائق من دون مركبته 2500 وريال شاملة كل المحروقات والصيانة. وتتميز الحافلات الصفراء بصلابة هيكلها، ما أعطاها سمعة في حماية ركابها، إذ كانت Wayne Works أول مصنع يستعمل مواد تتحمل الضغط الناتج من جراء اصطدام، والسياج الواقي في تصنيع الحافلات. وكانت هذه الحافلة التي تستخدم في أميركا لنقل طلاب المناطق الريفية عبارة عن شاحنة مزودة بقماش مشمع امتد على قاع الشاحنة، وتألف هذا التصميم المعروف ب«قمة كاليفورنيا» من سقف معدني مدعوم، ومقوس قليلًا، مع نوافذ تفصلها أعمدة على مسافات متساوية، وكل نافذة كانت قابلة للتعديل باستعمال آلية إغلاق. وتنص القوانين في الولاياتالمتحدة الأميركية، في حال تقاعد حافلة مدرسية عن نقل طلاب المدارس، على إلزامية نزع أو تغطية الإشارة «حافلة مدرسية»، ويجب إزالة أو تعطيل أجهزة الإنذار، كما تمنع ولاية واحدة على الأقل طلاء غير الحافلات المدرسية بأكثر من 50 في المئة باللون الأصفر، لأن هذا اللون هو حكر على الحافلات المدرسية فقط. ويباع هناك العديد من الحافلات المدرسية المتقاعدة إلى دور العبادة، وتستعمل لنقل رواد تلك الأماكن من المسنين والذين لديهم صعوبة في التنقل، أو لنقل مجموعات من الشباب إلى مدن الملاهي، للتنزه، وغيرها من النشاطات.