أثارت الطريقة التي جرى فيها توزير فيصل عمر كرامي في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي حفيظة عمه معن كرامي وشخصيات طرابلسية أخرى، وخرج رد الفعل امس، الذي يأتي ايضاً على خلفية الخلاف على الزعامة السياسية ضمن آل كرامي، إلى العلن مع إعلان معن كرامي أن توزير ابن شقيقه فيصل «كان صدقة من حركة أمل»، سائلاً شقيقه: «هل لقب معالي الوزير يجيز التضحية بتاريخ العائلة التي ينتمي إليها، وقال صراحة إنه لا يمثلها، وهو مشكور على هذا التصريح لأنه لا يشرفها أبداً أن يكون ممثلها في الحكم وبالطريقة التي لا نوافق عليها ولا نرضاها له؟»، واصفاً «الفيصل بأنه الوزير الشيعي السادس في وزارة الرئيس ميقاتي ولا يمثل لا طائفته ولا بلده الحبيب طرابلس التي انجبت عبد الحميد والرشيد رمزي العزة والكرامة والمجد». وكان وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي تابع زياراته للمسؤولين الذين ساهموا في إيصاله إلى منصبه الحالي، وزار امس، رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وأكد في حديث إلى إذاعة «صوت المدى» انه «وزير لكل لبنان»، ودعا إلى «عدم خلط الخاص بالعام»، مشيراً إلى «أن هناك الكثير من الأمور المستعجلة في طرابلس يجب العمل عليها»، موضحاً أن شعار الحكومة «العمل ولن نرد على احد». وعقد عمه معن كرامي في هذه الأثناء مؤتمراً صحافياً في طرابلس، قال فيه: «إن عائلة كرامي لا ترضى أي صدقة من أي جهة أتت». وتوجه إلى شقيقه الرئيس عمر كرامي قائلاً: «أنت الذي رفضت أن يكون العميد سامي منقارة ممثلاً لتيارك كوزير سياحة سنة 1993، كيف تقبل بوزارة الشباب والرياضة لنجلك فيصل؟ أليس هذا ما يثير الدهشة والاستغراب؟ وما وصية عبد الحميد لنا في آخر كلمات نطقها أن حافظوا على هذا الاستقلال الذي كلف الكثير من الجهاد والتضحيات وإياكم والكرامة التي أورثتكم إياها، فكرامتكم وكرامة البيت الذي تمثلون أمانة في أعناقكم، فكونوا لها خير حماة، وسنكون بإذن الله يا والدي عند حسن ظنك». وقال ان فيصل كرامي «نال المركز صدقة من حركة أمل، إذ قال أحد قيادييها إنها قدمت تضحية كبيرة بتخليها عن منصب وزاري للشيعة وإعطائه لفيصل كرامي». وسأل: «أهذا ما يرضاه لنفسه؟»، مذكراً أن «عبد الحميد والرشيد رمزي العزة والكرامة والمجد اللذين كان الحكم يسعى إليهما صاغراً فيقبلان به عندما يجدانه وسيلة للخدمة والحفاظ على حقوق الوطن والمواطنين ويرفضانه حينما يشعران بأي انحراف عن المبادئ التي يؤمنان بها أو استغلال من قبل بعضهم لتحقيق مآربهما غير المشروعة وما اكثرها اليوم ياللأسف». وأعلن أن «نبهنا ورفضنا ولا علاقة لي ولعائلتي لا من قريب ولا من بعيد بكل ما جرى ويجرى مما لا صلة له بتاريخنا ولا بأصالتنا، فنحن على عهدكما لن نحيد». وحذر أبناء طرابلس من «الفتنة ومشعليها، ونحن لن نرضى صدقة ولا منة ولا تضحية من أحد، ومن يقبلها فسيحاسبه التاريخ، والتاريخ لا يرحم».