تجمع الأطفال حول والدهم عند عودته من عمله وأخذ يسألهم عن مذاكرتهم لهذا اليوم... فأخبره الأولاد بأنهم ذاكروا جيداً، ولعبوا، فقال لهم: فمن الذي أخذ وقتاً أكثر؟ ضحك الأطفال وفهم، فقال لهم بحنو ذاكروا، فأنا انتظر مهندساً يبني الجسور والبيوت الجميلة، وأنتظر الطبيبة التي تساعد الجميع، وأنتظر قائداً كبيراً يدافع عن الوطن... هنا قفزت طفلته التي لم تذهب للمدرسة بعد لتقول له: «بابا أنا بأذاكر حتى أصبح ملكة»! احتضنها الوالد وهو يقول بل أنت الآن ملكة قلبي... فعلت مثل أخي وقلت: بل أنت الآن الملكة، وأنا أقرأ ما حدث من منظمي مسابقة جمال كاليفورنيا في الولاياتالمتحدة الأميركية التي يملكها الملياردير دونالد ترامب، إنها الملكة، أليس كذلك؟ لا أشك أن كل من قرأ ذلك الخبر يقول مثلي: بل أنت الآن الملكة وإن سرقوا تاجهم «الفشنق»، كما يقول أحبتنا في مصر، إذا أرادوا أن يعبروا عن شيء غير ذات قيمة. لقد رُفضت كملكة وسُحب التاج منها وهي ملكتهم للجمال المنتخبة، لأنها رفضت وناهضت زواج الشذوذ أو المثلي، كما يطلقون عليه! لقد رفضت الفتاة «كاري بريجان» أن تظهر لها صور فاضحة، وأن تقر زواج مثليي الجنس، فاعتُبر هذا خروجاً عن العقد وشيئاً غير حضاري! لا تثريب عليك أيتها الجميلة، فقد سحبوا منك تاج العار والدمار الأخلاقي وأصبحت ملكة لكرامة الإنسان الذي يرفض الذل والهوان، لن تخسري يا جميلة كاليفورنيا فعقلك ليس بضاعة تباع وتشترى، لقد باعوا تلك الأجساد التي استكانت لهم، بل وجعلوا من المرأة بضاعة رخيصة وهي التي كرمها الله بالعقل. نعم رأينا أن هناك الكثير من النساء اللاتي استسلمن لمغريات تافهة، ولكن أيضاً رأينا ونعلم أن هناك نساءً يأبين أن تكون أجسادهن أو أفكارهن لعبة في يد الرجل. لقد دعت المرأة الواعية إلى احترام عقلها وفكرها وليس جسدها الذي يراد تحويله إلى سلعة رخيصة تستخدم مع البضائع المنتهية الصلاحية. لقد قننت مسابقات الجمال النسوي وانتشرت في الكثير من الدول، وهذا جر إلى مسابقة أحلى قطة وأجمل ناقة. نحن هنا لنا طبعنا الخاص... لهذا لم نتأخر عن الركب، فقد «سعودنا» المسابقة إلى مزايين الإبل... وأصبحت الناقة هي ملكة الجمال. سارة بنت محمد الخثلان [email protected]