طلبت تركيا أمس، من الولاياتالمتحدة منع نقل مقاتلين أكراد مدعومين من واشنطن نحو منطقة عفرين شمال غربي سورية حيث تشن أنقرة هجوماً منذ أكثر من شهر. وأتى الطلب التركي فيما أرسلت "وحدات حماية الشعب" الكردية في الأيام الماضية تعزيزات إلى عفرين للتصدي للعملية العسكرية التي تشنها أنقرة. وقال الناطق باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين في مؤتمر صحافي في أنقرة إن بلاده "تتوقع بالطبع من الولاياتالمتحدة أن تتدخل لمنع نقل قوات من (الوحدات) الخاضعة لأمرتها إلى عفرين". ولفت إلى أن بلاده "اتخذت الاحتياطات اللازمة على الأرض" لمواجهة إمكان نقل المقاتلين. وتشكل "الوحدات" التي تعتبرها أنقرة "إرهابية" غالبية عناصر "قوات سورية الديموقراطية" (قسد) وهو تحالف لفصائل كردية وعربية يتلقى دعماً من واشنطن لمحاربة تنظيم "داعش". وكانت "قسد" أعلنت أمس نقل 1700 من مقاتليها من الجبهة ضد تنظيم "داعش" في محافظة دير الزور شرق سورية إلى عفرين. ورأت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن رحيل قسم من المقاتلين الأكراد نحو عفرين لتعزيز المواقع الكردية تسبب ب "توقف عملي" في المعارك التي يخوضونها ضد مقاتلي "داعش"، في وقت تستمرّ الخلافات بين أنقرةوواشنطن بخصوص "الوحدات" الكردية تلقي بثقلها منذ أكثر من سنة على العلاقات بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وشنّت تركيا وفصائل سورية موالية لها في 20 كانون الثاني (يناير) هجوماً ضد منطقة عفرين، تمكنت خلاله من التقدم والسيطرة على كامل المنطقة الحدودية بينها وتركيا، وباتت وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان تسيطر على 40 في المئة من هذه المنطقة ذات الغالبية الكردية. ومن أقصى الشرق السوري، يترقب مقاتلون في "قسد" بفارغ الصبر انسحابهم من جبهة القتال ضد "داعش" للانتقال إلى عفرين بعدما بات التصدي للهجوم التركي المستمر هو "الأولوية". وخلال تشييع ثلاثة من رفاقه قبل أيام، يقول المقاتل روجفان قامشلو (24 سنة) إن "هؤلاء الشهداء الذين سقطوا في جبهة دير الزور كان يجب أن يسقطوا في عفرين". وبين رايات الوحدات الكردية الصفراء والخضراء اللون، يرفع قامشلو يديه مودعاً ويضيف "سنقدم الشهداء في عفرين حتى لا تسقط، إنها تحتاجنا الآن أكثر من أي وقت مضى". وقال المستشار الإعلامي ل "وحدات" في عفرين ريزان حدو إن "هناك إعادة انتشار للوحدات لدعم معركة عفرين" في ظل "مخطط تركي لارتكاب إبادة جماعية"، مضيفاً: "لا يمكن أن نترك مقاتلين في منطقة هادئة لا يوجد فيها اشتباكات، فيما تتعرض منطقة لحرب ونتفرج عليها". وفي مدينة القامشلي، اعتبر المقاتل الكردي نوشين قامشلو (25 سنة) أن "خسارة عفرين هي خسارة لكل روج آفا"، التسمية التي يطلقها الأكراد على المناطق التي أعلنوا فيها الإدارة الذاتية في شمال سورية وشمال شرقها. وأضاف: "سوف نحمي عفرين بكل قوتنا وسوف نتصدى للاتراك كما تصدينا لداعش حتى من دون مساعدة التحالف". ومن بين مئات المقاتلين والمقاتلات الذين حملوا سلاحهم وذهبوا إلى عفرين، وفق قيادي بارز "ثمة الكثير منهم تمرسوا في القتال بمحاربة داعش".