أعلن الجيش السوداني أمس تصعيد حملته العسكرية للقضاء على متمردين شماليين في الجيش الجنوبي في ولاية جنوب كردفان المتاخمة للجنوب، فيما دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى وقف فوري للعنف في الولاية، مؤكداً أن «لا حل عسكرياً في السودان». وطالب أوباما، في رسالة صوتية بثتها إذاعة «صوت أميركا» العامة ووزعت نصها السفارة الأميركية في الخرطوم أمس، الأطراف المتنازعة ب «إنهاء العنف الدموي الذي يهدد اتفاق السلام»، قبل ثلاثة أسابيع من اعلان استقلال جنوب السودان. وحض قادة الشمال والجنوب على «تحمل مسؤولياتهم»، مشدداً على ضرورة أن تضمن الخرطوم «منع حدوث مزيد من التصعيد لهذه الأزمة عن طريق وقف الأعمال العسكرية فوراً، بما في ذلك القصف الجوي والتهجير القسري وحملات المضايقة». ودعا الجانبين إلى «إنهاء العنف والسماح لعمال الإغاثة بحرية نقل المواد الإنسانية، والوفاء بالتزاماتهما بموجب اتفاق السلام الشامل، وحل خلافاتهما سلمياً». وخاطب الزعماء السودانيين قائلاً: «يجب أن تعلموا أنه إذا وفيتم بالتزاماتكم واخترتم السلام، فإن الولاياتالمتحدة ستتخذ الخطوات التي تعهدت اتخاذها من أجل تطبيع العلاقات، لكن الذين ينتهكون الالتزامات الدولية سيواجهون مزيداً من الضغوط والعزلة، وسيحاسبون على أعمالهم... حان الوقت كي يظهر الزعماء السودانيون في الشمال والجنوب الشجاعة والرؤية اللازمتين وأن يختاروا السلام». ميدانياً، نقلت وكالة الأنباء السودانية عن مسؤول عسكري أن الجيش طارد المتمردين في المناطق الغربيةوالجنوبية في ولاية جنوب كردفان وسيطر على مناطق، مؤكداً تكبيد المتمردين «خسائر فادحة في الأرواح واستيلائه على مركبات وأسلحة مختلفة». وأضاف أن «قوات من الجيش والشرطة أجرت عمليات تمشيط للأحياء الواقعة غرب مدينة كادوقلي (عاصمة ولاية جنوب كردفان) وشرقها، وطردت عناصر المتمردين الذين كانوا يتخذون عدداً من المنازل في الاحياء نقاط ارتكاز لزعزعة الأمن داخل المدينة». وأوضح أن هذه القوات «كبدت المتمردين خسائر في الأرواح تزيد على 100 قتيل، كما استسلمت مجموعة من المتمردين يزيد قوامها على 60 عنصراً بكامل أسلحتها في منطقة تلودي، وأبدى عدد آخر رغبته في وضع السلاح في غرب كادوقلي وشرقها». وافادت السلطات بان الحياة بدأت تدب من جديد في كادوقلي، خصوصاً في سوق المدينة حيث فتح عدد من المتاجر أبوابه وباشرت المخابز والملاحم أعمالها إلى جانب بعض باعة الخضر والفاكهة. ووصل إلى كادوقلي عدد من القوافل الإغاثية والطبية التي نقلت مواداً غذائية للأهالي الذين فروا من المدينة واستقروا في منطقة الشعير قرب المطار ومقر بعثة الأممالمتحدة. لكن حاكم ولاية جنوب كردفان أحمد هارون قرر حلّ برلمان الولاية بانتهاء أجله، وإقالة وزراء ومحافظين ومستشارين في حكومته يمثلون «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، وكلّف آخرين بمهماتهم إلى حين تشكيل حكومة جديدة. وتواصلت في أديس ابابا محادثات بين ممثلين عن «حزب المؤتمر الوطني» و «الحركة الشعبية لتحرير السودان» لمناقشة تفاصيل اقتراح أفريقي بسحب القوات الشمالية والجنوبية من منطقة ابيي المتنازع عليها ونشر كتيبة من الجيش الأثيوبي. وباشر الجانبان مناقشة ترتيبات لوقف النار في جنوب كردفان ومعالجة الأوضاع الأمنية ومستقبل المقاتلين الشماليين في الجيش الجنوبي في منطقتي جنوب كردفان والنيل الازرق اللتين شملهما اتفاق السلام. إلى ذلك، قال مسؤول في جنوب السودان أمس إن 71 شخصاً على الأقل قتلوا و36 آخرين جرحوا في اشتباكات بين عشائر في ولاية البحيرات، كما قتل 29 في ولاية الوحدة الجنوبية.