الآستانة – أ ب، رويترز، أ ف ب – حضّ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الدول الأعضاء في «منظمة شنغهاي للتعاون» أمس، على تشكيل جبهة موحدة ضد الغرب، فيما ساندت المنظمة موقف روسيا الرافض للدرع الصاروخية التي تنوي الولاياتالمتحدة نصبها في أوروبا، معتبرة أنها تقوّض الأمن الدولي. وأُسست المنظمة في شنغهاي عام 2001، وضمت الصين وكازاخستان وقرغيزيا وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان، للتعامل مع مشاكل التطرف الديني وأمن الحدود في آسيا الوسطى. لكنها اجتذبت في السنوات الأخيرة اهتمام دول سعت الى نيل عضوية كاملة، مثل أفغانستانوإيران والهند وباكستان. وتتمتع الدول الثلاث الأخيرة، إضافة الى منغوليا، بصفة مراقب في المنظمة. واحتفلت المنظمة بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسها، في حضور نجاد ونظيريه الباكستاني آصف علي زرداري والأفغاني حميد كارزاي. ولم يحضر نجاد القمة السابقة للمنظمة في طشقند عام 2010، بعد فرض عقوبات دولية على طهران بسبب برنامجها النووي. وقررت المنظمة أن إيران لا يمكنها أن تصبح عضواً فيها، قبل تسوية ملفها النووي. ونددت الدول الأعضاء في المنظمة ب «الدرع» الأميركية، إذ ورد في بيان ختامي للقمة في الآستانة: «التطوير الأحادي وغير المحدود لأنظمة دفاع صاروخي، من جانب حكومة واحدة أو مجموعة دول محدودة، يمكن أن يضرّ بالاستقرار الاستراتيجي والأمن الدولي». وأضاف البيان: «المنظمة تناضل من أجل أن تصبح أفغانستان دولة مستقلة ومحايدة ومسالمة ومزدهرة، والسلام والاستقرار في أفغانستان هما مفتاح الاستقرار الإقليمي والدولي». وتبنت الدول الأعضاء استراتيجية فترة 2011-2016 لمكافحة تهريب المخدرات، إذ تعتبر وسط آسيا منطقة مفضلة لمهربي الهيروين والأفيون من أفغانستان. ودعا رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف المنظمة الى «أن تطلب من الأممالمتحدة والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، فتح تحقيق دولي لتحديد مسؤولية كل شخص ومنظمة متورطة» في شبكات المخدرات. وقال: «يمكن أن تتكفل منظمة شنغهاي للتعاون بمشاكل عدة في أفغانستان، بعد انسحاب قوات التحالف عام 2014». أما كارزاي فكرر دعوته الولاياتالمتحدة الى احترام سيادة أفغانستان. وجدد نجاد تأكيد أن هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على الولاياتالمتحدة هي مجرد مؤامرة استهدفت «غزو أفغانستان والعراق حيث قُتل وجُرح أكثر من مليون شخص». وأشار في خطابه أمام القمة الى «المرحلة السوداء والمعادية للإنسانية، والمتمثلة بالرق والاستعمار والاحتلال وفرض الحروب والأمية والفقر على أفريقيا والديكتاتورية على أميركا اللاتينية، وتفشي التطرف والإرهاب والمخدرات وتدهور الأمن وقتل الشعوب البريئة والأزمة الاقتصادية العالمية». وقال: «أعلن بكلّ فخر أن أحداً من شعوب وحكومات المنطقة، أدى دوراً في ارتكاب هذه الأعمال القبيحة». وتساءل: «لماذا يجب أن يقوم تجار الرقيق والمستعمرون والمعتدون والمسببون الرئيسيون لجميع مشاكل البشرية، بتغيير قناعهم والضغط على الشعوب والدول تحت مزاعم الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان؟». وأضاف: «لا شك في أن العالم يقوده الآن المستكبرون والمستعمرون السابقون. واعتقد انه بتضافر جهودنا معاً، يمكننا إعادة تشكيل طريقة تسيير العالم، وإعادة الهدوء إليه، لمصلحة السلام والعدالة والشعوب، والسيطرة على القوة منفلتة العقال لنظام الهيمنة». والتقى نجاد نظيره الروسي ديمتري مدفيديف، مؤكداً «من دون لبس أن بلاده لا تنوي امتلاك سلاح نووي»، كما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أشار الى أن موسكو حضت نجاد على «ضرورة إبداء مزيد من التعاون البنّاء مع الدول الست، وزيادة شفافية الاتصالات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية». والتقى نجاد أيضاً الرئيس الصيني هو جينتاو الذي حضّ إيران على «اتخاذ خطوات جدية لإرساء الثقة وتسريع عملية الحوار»، كما أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).