تراجعت أسعار النفط أمس، متجهة صوب 64 دولاراً للبرميل، بفعل توقع طفرة كبيرة في إنتاج النفط الأمريكي خلال الأعوام الخمسة المقبلة. وكان خام القياس العالمي «برنت» منخفضاً ثمانية سنات في وسط التعاملات، بعدما تخلى عن مكاسب صباحية بنحو 0.6 في المئة ليسجل 64.29 دولار للبرميل. والعقد أقل كثيراً من أعلى مستوياته للسنة اي 71 دولاراً للبرميل المسجل في كانون الثاني (يناير). واستقر الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط من دون تغير عند 61.24 دولار للبرميل، بعدما صعد في وقت سابق 0.7 في المئة. وعدلت وكالة الطاقة الدولية نمو إنتاج النفط الأميركي بزيادة كبيرة، مشيرة إلى أن البلد سينتج ما يقرب من 17 مليون برميل يومياً في 2023، ارتفاعاً من 13.2 مليون العام الماضي، ما سينال من حصة «أوبك» السوقية ويقترب بالولاياتالمتحدة أكثر من الاكتفاء الذاتي. وأفاد مصدر مطلع بأن «أرامكو السعودية» خفضت سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف في الشحنات المتجهة إلى الزبائن الآسيويين لشهر نيسان (أبريل) 55 سنتاً، مقارنة بالشهر السابق، مع علاوة قدرها 1.10 دولار للبرميل فوق متوسط الأسعار المعروضة لخامي عمان ودبي. وخفض أكبر بلد مصدر للنفط في العالم أيضاً أسعار البيع الرسمية للخامات الأخرى التي يوردها إلى آسيا تحميل نيسان. وأعلن رئيس منظمة البلدان المصدرة للبترول ووزير الطاقة الإماراتي سهيل محمد المزروعي، أن المنظمة لم تناقش تمديد خفض الإنتاج ليشمل العام المقبل، مضيفاً أن التركيز ما زال منصباً على تقليص مخزون الخام في العالم. وقال في مقابلة مقتضبة قبيل مؤتمر في هيوستون «نشعر بأن هناك فائضاً في السوق»، مضيفاً «لا محادثات في شأن (تمديد الخفوضات إلى 2019) في هذه المرحلة». في سياق منفصل، انتهت مفاوضات الاندماج بين شركة «كويت إنرجي» التي تعمل في منطقة الشرق الأوسط، و «سوكو انترناشونال» للتنقيب وإنتاج النفط والغاز المدرجة في لندن، من دون اتفاق بعد بدئها بأسابيع. وأعلنت «كويت إنرجي» في بيان أن مفاوضات الاندماج انتهت لعدم توصل الطرفين لشروط مقبولة للصفقة. وكانت «سوكو» أفادت أمس، بأن المحادثات مع «كويت إنرجي» انتهت لعدم التوصل إلى اتفاق، مضيفة أن مجلس إدارتها يواصل تقويم الفرص المتاحة وفقاً للمعايير الموضوعة. وأكدت «كويت إنرجي» في بيانها التزام مجلس إدارتها بدرس الخيارات المتاحة لتوفير السيولة المرغوبة للمساهمين. وكان من المنتظر أن يوفر الاندماج سبيلاً للشركة الكويتية لدخول البورصة بعد أن عجزت العام الماضي عن استكمال طرح عام أولي في لندن كانت تأمل في جمع نحو 150 مليون دولار من خلاله. إلى ذلك، أعلن نائب الرئيس التنفيذي للمشاريع في «شركة البترول الوطنية الكويتية» عبد الله فهاد العجمي، أن الطاقة التكريرية الحالية للكويت تبلغ 736 ألف برميل من النفط يومياً، في ظل غياب مصفاة الشعيبة، وأن أعمال الصيانة تسير وفق المخطط. وأشار في تصريحات إلى أن عمليات الفحص لكل وحدات مشروع الوقود البيئي ستبدأ في الربع الأول من 2019 تمهيداً للتشغيل الفعلي. وكانت «شركة البترول الوطنية الكويتية» وقعت العام الماضي اتفاقاً مع بنوك عالمية للحصول على تمويل بمبلغ 6.2 بليون دولار لتمويل مشروع الوقود البيئي الذي تنفذه الشركة حالياً. ويهدف المشروع لتطوير مصفاتي الأحمدي وميناء عبدالله التابعتين لشركة البترول الوطنية ويتضمن إنشاء 39 وحدة جديدة وتحديث سبع وحدات وإغلاق سبع أخرى، مع التركيز على المنتجات العالية القيمة مثل الديزل والكيروسين لتصديرها. وتبلغ الكلفة الإجمالية لمشروع الوقود البيئي 4.680 بليون دينار (15.61 بليون دولار). ومن المقرر أن ترتفع الطاقة التكريرية للكويت إلى 1.4 مليون برميل يومياً بعد تشغيل مصفاة الزور المقرر في نهاية 2019 وتشغيل مشروع الوقود البيئي. في سياق آخر أعانت وكالة الطاقة الدولية إن من المتوقع أن ينمو إنتاج النفط الصخري الأميركي على مدى السنوات الخمس المقبلة ليستحوذ على جزء من حصة منتجي «أوبك» في السوق، ولتقترب الدولة التي كانت في فترة ما من أكبر مستوردي النفط في العالم من تحقيق الاكتفاء الذاتي. وأضافت الوكالة أن الاتفاق التاريخي لخفض الإنتاج في عام 2017 بين «أوبك» ومنتجين آخرين من بينهم روسيا، قلص فائض المعروض لتتحسن فرص منتجين آخرين نتيجة للزيادة الكبيرة في أسعار النفط علي مدار السنة. ونتيجة لذلك استأنف الخام الأميريي النمو الحاد على مدى العام الماضي، ومن المتوقع أن ينمو إلى 12.1 مليون بحلول عام 2023 إذ تعوض زيادة الإنتاج من حقول النفط الصخري تراجع الإمدادات التقليدية بل وتفوقها. كما ستضيف سوائل الغاز الطبيعي مليون برميل يومياً لتصل إلى 4.7 مليون برميل يومياً بحلول 2023. ومن المتوقع أن يصل إجمالي إنتاج السوائل إلى نحو 17 مليون برميل يومياً في 2023 ارتفاعا من 13.2 مليون في 2017 لتصبح الولاياتالمتحدة أكبر منتج للسوائل بفارق كبير. وقال المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول في توقعات السوق للأجل المتوسط «ستضع الولاياتالمتحدة بصمتها في السوق العالمية للنفط خلال السنوات الخمس المقبلة». ونمو الإنتاج من الولاياتالمتحدة والبرازيل وكندا والنرويج سيفي بنمو الطلب العالمي للنفط حتى عام 2020 ويتجاوزه وفق الوكالة التي أضافت أنه ستكون ثمة حاجة لمزيد من الاستثمارات لتعزيز الإنتاج لاحقاً. ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج من الدول غير الأعضاء في «أوبك» بواقع 5.2 مليون برميل يومياً بحلول عام 2023 إلى 63.3 مليون برميل يومياً وستمثل الولاياتالمتحدة وحدها نحو 60 في المئة من نمو الإمدادات العالمية.