وصف وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان، الأنباءَ عن مبادرة للاتحاد الأوروبي لإحياء المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تكون بديلةً للجوء الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة لنيل اعتراف بدولة مستقلة، بأنها «محاولة لتشويه سلّم الأولويات الصحيح للمجتمع الدولي، ووضع المسألة الفلسطينية على رأسه بدلاً من الوضع في إيران أو في سورية». وقال ليبرمان للإذاعة العسكرية أمس، إن ثمة مبادرات دولية كثيرة تُطرح على الدوام، «لكنني دائماً أقول لنظرائي إنهم يحاولون أخذ المسألة الفلسطينية وقلب سلم الأولويات الطبيعي في الشرق الأوسط». ووصف ليبرمان هذه المحاولات (وضع المسألة الفلسطينية على رأس سلّم الأولويات) بأنها «ساذجة»، وقال إنه يجدر بالمجتمع الدولي أن يتابع ما يحصل في سورية واليمن، أو في ايران والسودان وباكستان، «إذ لا يمكن مقارنة الأوضاع بالعالم العربي بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني». وكانت صحيفة «هآرتس» نشرت أمس، أن الاتحاد الأوروبي يدفع نحو طرح مبادرة سلام جديدة في الشرق الأوسط تشكل بديلاً للجوء الفلسطينيين الى الأممالمتحدة لنيل اعتراف دولي بدولة مستقلة لهم. وأضافت أن وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين آشتون، وجّهت دعوة لوزيري خارجية الولاياتالمتحدة وروسيا هيلاري كلينتون وسيرغي لافروف، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى اجتماع عاجل للرباعية الدولية لإطلاق مبادرة سلام تقوم على رؤية الرئيس باراك اوباما التي طرحها قبل أقل من شهر، تركِّز على حل هذا النزاع على أساس حدود العام 1967 مع تبادل أراض متفق عليها، ووضع ترتيبات أمنية صارمة، على أن يتم أيضاً دمج مبادئ خطاب أوباما مع مبادئ سبق للاتحاد أن طرحها بشأن حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وأن تكون القدس عاصمة للدولتين. وقال مصدر اوروبي للصحيفة، إن دعوة آشتون للاجتماع تم تنسيقها مع حكومات فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا. وأضاف أن الأميركيين رفضوا المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر للسلام في باريس، «لكننا مع ذلك قررنا مواصلة جهودنا لحضّ الأميركيين على دفع خطة سلام تساهم في كبح المشروع الفلسطيني للتوجه إلى الأممالمتحدة». وجاء في دعوة آشتون، التي حصلت «هآرتس» على نسخة منها، أنه بإزاء «التطورات الدراماتيكية» الحاصلة في الأشهر الأخيرة، «التي تضمنت تغييرات في أنظمة بعض الدول، فيما تتمسك (أنظمة) أخرى بالحكم وتعيث عدمَ استقرارٍ وانعدامَ أمن في المنطقة كلها، ثمة حاجة ملحة لإيجاد حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني». وأعربت آشتون عن معارضتها لتوجُّه الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة، «لأنه ليس الآن الوقت للقيام بخطوات أحادية الجانب من أي طرف، خطوات من شأنها أن تصعّد الأوضاع». وتابعت أن الأمر ليس في مصلحة أي طرف، وتحديداً ليس في مصلحة الإسرائيليين أو الفلسطينيين، الذين يريدون الأمن والازدهار لعائلاتهم». وعليه، تقترح آشتون اعتماد خطة سلام تقوم على رؤية الرئيس اوباما، كما طرحها في خطابه في 19 الشهر الماضي، مضيفة ان المطلوب الآن هو التوضيح للجانبين (الإسرائيلي والفلسطيني) «أننا بحاجة إلى إطار مبادئ يتيح العودة إلى المفاوضات المباشرة». وتابعت أنها تعتقد أنه ينبغي على الرباعية الدولية أن تلتئم على مستوى رؤسائها من أجل تبني «إعلان يجمع بين هذه المركبات كلها، وتوفر للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني إطاراً لاستئناف المفاوضات»، مضيفةً أنه من المهم للغاية أن تقوم الرباعية بهذه اللفتة قبل حلول الصيف، «لأنه ينبغي علينا المساهمة في تهدئة الوضع غير المستقر، والمتفاقم مع مرور السنين».