خرجت مؤتمرات دعم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة من الفنادق وقاعات المؤتمرات الفارهة، التي استضافت بعضها فاعليات لدعمه من أحزاب وكيانات، إلى قرى ونجوع في محافظات كثيرة، إذ جابت المؤتمرات من قرية أبو النمرس إلى مدينة الصف جنوبالجيزة وصولاً إلى منطقة حلايب وشلاتين الحدودية الجنوبية وحتى الواحات الغربية. وبدا اتساع رقعة المؤتمرات في أنحاء الجمهورية كافة، على رغم غياب المنافسة الفعلية، إذ يعتبر نجاح الرئيس الحالي في الانتخابات محسوماً سلفاً في ظل انخفاض شعبية منافسه الوحيد رئيس حزب «الغد» موسى مصطفى موسى الذي تقدم إلى الانتخابات في الدقائق الأخيرة، سعت تلك المؤتمرات إلى دفع الناخبين للمشاركة في الانتخابات المقرر إجراؤها في آذار (مارس) الجاري، في ظل قلق من انخفاض نسب المشاركة. ونشطت حملة «كلنا معاك من أجل مصر» التي اندمجت للعمل تحت مظلة الحملة الرسمية للسيسي، في تنظيم تلك المؤتمرات، وشارك فيها مسؤولون وبرلمانيون وقيادات شعبية، كما حرص حزب «مستقبل وطن» على التنسيق مع عائلات كبرى في الصعيد، علماً أن بعض القرى ما زال يحكمها نظام العائلة، إذ تنزل على رأي كبيرها، ما يجعلها كتلاً تصويتية لا يستهان بها، وكذلك الحال في النظام القبلي الذي يحكم المناطق الحدودية من حلايب وشلاتين جنوباً إلى شبه جزيرة سيناء شرقاً وحتى مرسى مطروح غرباً. سرادقات تمتد لنحو كيلومتر، تغطيها صور السيسي، وآلاف من المقاعد المصطفة بانتظام، تجهيزات تبدأ قبل أيام، وتنتهي بحضور شخصيات عامة ومسؤولين، وسط جمهور من فئات عمرية متفاوتة. هكذا تنظم مؤتمرات دعم الرئيس في شوارع رئيسة أو مركز خدمي في القرى، لكن بعضها يساهم بمزيد من الإبداعات، فيضيف إلى الأجواء كتاباً ضخماً يحمل صور الرئيس في كل صفحة منه ويليها بياض يوقع فيه الحضور ما يشاؤون من عبارات المدح ورسائل إلى الرئيس في تقليد أقرب إلى «كتاب الضيوف» في حفلات الزفاف، والذي نظمته حملة «كلنا معاك» في ضاحية مصر القديمة قبل أيام. في غضون ذلك، انتقد أستاذ الإعلام السياسي والرأي العام في جامعة القاهرة الدكتور صفوت العالم منظومة الدعاية للرئيس السيسي والتي تعتمد على حملات شعبية أطلقها مؤيدون، فيما لم تبرز حتى الآن حملة «رسمية» تعمد إلى وسائل الدعاية من الإعلانات المتلفزة، والمؤتمرات الشعبية من تنظيمها، والإعلانات في الطرق، قائلاً: «على رغم أن مؤتمرات دعم السيسي تبث على الهواء في القنوات الفضائية، لكن ذلك يؤثر في حيادية الإعلام والذي سيقوّم أداؤه ضمن العملية ككل، خصوصاً من المراقبين الدوليين». وأوضح ل «الحياة»: «يجب أن يقف الإعلام على الحياد، وأن تتولى الحملة الانتخابية إدارة المرحلة الدعائية، ولا تتركها للمجاملين للرئيس، إذ إن كل ذلك من شأنه التأثير في تقويم العملية، خصوصاً وهي تبدو في اتجاه واحد في ظل غياب دعاية المنافس. إلى ذلك، حض مفتي مصر الدكتور شوقي علام على المشاركة في الاقتراع الرئاسي، وقال خلال ندوة بعنوان «بناء الشخصية المتكاملة لشباب الجامعات» في جامعة المنوفية أمس، إن «المشاركة في الانتخابات مظهر حضاري ورسالة إيجابية وحضارية للعالم»، وشدد على «التدقيق في الاختيار وفق معايير تؤدي إلى صلاح الوطن».