لا صوت يعلو فوق صوت «طبيب الأطفال».. هذا ما يمكن الخلوص إليه من استطلاع قامت به «الحياة» مع عدد من الأمهات حول كيفية اختيارهن حليب الأطفال. وفاء الموسى لا تستشير أحداً غير طبيب الأطفال «إنه شخص مختص وخبير في هذا الأمر، فهو يعرف تركيبة الحليب جيداً من ناحية البروتين والمعادن والحديد والفيتامينات.. إضافة إلى ذلك فهو لا يقترح عليَّ نوعاً معيناً إلا بعدما يكشف على طفلي ويقيس له وزنه»، وتضيف: «حتى عندما يتسبب الحليب الاصطناعي الذي صرفه الطبيب لطفلي بمشكلات، فإني ألجأ إليه مرة أخرى كي يصرف لي نوعاً آخر». فيما لا تجد عهود العدوان - التي تستشير طبيبها أولاً وأخيراً في اختيار حليب طفلها - تفسيراً لبعض الإجابات التي تسمعها من أطباء الأطفال «بعضهم يقول لي إن هذا الحليب لن يتسبب في حساسية لطفلي.. وأنا لا أعرف عن أي حساسية يتكلم؟!.. ولا كيف حكم، وهم لم يقم بالكشف على طفلي أصلاً؟!». وتتابع: «استغرب أكثر عندما يقول لي إن هذا النوع من الحليب الاصطناعي لا يسبب الإمساك أو الغازات أو الإسهال.. ومن ثم أتفاجأ بأنه تسبب لطفلي بواحدة على الأقل من هذه الأعراض الجانبية». بينما خلود المجلي لا تعطي طفلها حليباً غير الذي رضعه في المستشفى فور ولادته، وتقول: «لا استبدل الحليب الذي يأخذه طفلي في المستشفى خلال اليومين الأولين من ولادته بأي حليب آخر.. فأنا أعتقد أنه الأفضل له، لأنه أول حليب دخل إلى معدته.. لذلك لا أجد سبباً ملزماً لتغييره». أما رشا آل مبارك التي تستعد للسفر مع عائلتها لإحدى العواصم الأوروبية لقضاء إجازتها، فتقول: «سأضطر لشراء عدد من علب الحليب الاصطناعي الذي صرفه الطبيب لطفلي، فهو غير متوافر في تلك الدولة.. وحقيقة لا أدري كيف يوجد هذا النوع هنا في السعودية ولا ويوجد هناك في باريس، على رغم أنه كتب عليه (صنع في فرنسا)؟!». من جهته، يرفض الصيدلي عبدالرحمن الخضر وجود تركيبة خارقة وتركيبة غير خارقة لحليب الأطفال، ويؤكد: «لو نظرت إلى مكونات الحليب لوجدتها بشكل عام المكونات نفسها بالضبط، لأنها مرتبطة بمواصفات ومقاييس دولية، لكن هناك تصنيع جيّد وتصنيع غير جيّد»، ويستطرد: «التصنيع الجيّد يشتمل على أشياء عدة، مثل نوع المواد الخام المستخدمة (مغشوشة أو غير مغشوشة)، نوعية المعامل والأجهزة والعاملين عليها، ونوعية اختبارات الجودة (وهذه مهمة المصنع)، ثم تأتي مهمة (الوكيل أو الصيدلية أو مستودع الأدوية)، وهو ما نعني به النقل وظروف التخزين».