«نطاقات»، الكلمة التي يبدو أن وزير العمل السعودي المهندس عادل الفقيه، سيفتح بها مغارة علي بابا ليحصل منها على كنز «السعودة»، ويفرقه على عشرات الآلاف من الشباب السعودي العاطلين عن العمل، الذين ينتظرون الوظائف من القطاع الخاص الذي يحتضن نحو 8 ملايين أجنبي يحظون بفرص العمل. فقد استعصت «السعودة» خلال السنوات الماضية على وزراء العمل الذين تعاقبوا على تنفيذها، وكانوا يخوضون «معارك» ضروس مع رجال الأعمال وأصحاب المصالح من أجل إثبات أن «السعودة» يمكن أن تنجح، وأن الشباب السعودي مكافح ويحتاج الفرصة، في مقابل القطاع الخاص الذي يحارب، وسلاحهم أن السعوديين لا يريدون أن يعملوا، على رغم أن أدراج مكاتبهم ممتلئة بملفات السعوديين الباحثين عن عمل. واستغل الفقيه خبرته، باعتباره رجل أعمال سابقا، في الوصول إلى مراده من خلال مخاطبة رجال الأعمال السعوديين بلغة يفهمونها، تتعاطى مع الأرقام، ومع الخيارات الحلوة والمرة، وقبل ذلك إعطائهم قبل الأخذ منهم، فهو إلى حد كبير قدم الجزرة وأخفى العصا. وقال الفقيه لرجال الأعمال في الرياضوجدة والدمام أنه «في ظل ارتفاع معدلات البطالة في السعودية والتي تفوق 15 في المئة، تم إصدار أكثر من مليوني تأشيرة خلال العامين السابقين، ما أدى إلى امتعاض الباحثين عن العمل، حيث يتواجد في السعودية اليوم أكثر من 6.5 مليون أجنبي يعملون في القطاع الخاص مقابل 700 ألف سعودي فقط، وفي نفس الوقت يدعي القطاع الخاص أن قلة عدد التأشيرات تؤثر سلباً على عجلة الاقتصاد». وسألهم: «هل هذا يرضي أحداً؟». وقال أيضاً: «برنامج نطاقات لن يقلل من إصدار التأشيرات، وإنما سيساعد في إعادة توزيع العمالة الوافدة للمستحقين، وليس تجفيفها. إذ يسمح بإصدار تأشيرات جديدة للنطاق الأخضر بشفافية بحسب دليل الإجراءات. كما يسمح بإصدار تأشيرات جديدة للنطاق الممتاز من دون قيود شرط عدم النزول إلى النطاق الأخضر». وقال الفقيه من باب طمأنة رجال الأعمال: «نسب التوطين الملزمة للمنشآت واقعية ومحققة بالفعل من أكثر من نصف السوق، فإن كانت غالبية المنشآت داخل النطاق الأخضر، فماذا يمنع المنشآت المقصّرة التي لها نفس النشاط ونفس حجم العمالة من الوصول إلى النطاق الأخضر والحصول على التسهيلات والميزات التي يضمنها برنامج نطاقات؟ وسيقدم البرنامج سلسلة من الحوافز والتسهيلات غير المسبوقة لإعطاء منشآت القطاع الخاص المتعاونة ميزة تنافسية تمكنها من زيادة معدلات الأداء والنمو». والملفت أن الكثيرين من رجال الأعمال مقتنعين بأن الخطوات التي يتخذها الفقيه تخدمهم، كما تخدم آلاف الشباب السعودي، وقبل ذلك الوطن، لذلك موقفهم منها هو الذي سيجعلها قابلة للتطبيق.