يوم واحد يفصل السعوديين عن البدء في رصد مخالفتي عدم ربط حزام الأمان واستخدام الجوال باليد أثناء القيادة، وذلك من طريق أجهزة الضبط الآلي، ويفارق السعوديون نديمهم المفضل في أوقات الزحام والمشاوير الطويلة ويرتبطون بالحزام الذي كثيراً ما تساهلوا في شأنه واستخفوا بدوره، إذ سيصبح لزاماً العمل به منذ غد وصاعداً لتجنب الوقوع في المخالفة ومستتبعاتها من الغرامات. وجرى منذ أسابيع تشغيل كاميرات رصد آلي في دوريات المرور الرسمية والسرية، وتهيئة أجهزة متطورة لرصد مخالفات استخدام الجوال والحزام، تبعاً لإقرار خطوة تغليظ عقوبة استخدام الهاتف اثناء القيادة، أو التقاط صور أثناء القيادة أو تصوير مقاطع «سناب» التي تعتبر مخالفة مرورية. وعلى رغم ما يلقاه القرار المنتظر من تذمر معلقين وناشطين على مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية، إلا أن النظام في طريقه إلى التطبيق، والمديرية العامة للمرور السعودي عازمة على التوجه إلى هذا الخيار مدعوماً برأي عام مجتمعي يحض على وقف ما يسميه «إرهاب الشوارع». وتسبب ضعف عقوبات المرور وتواضع الرقابة خلال فترة ماضية وبشكل كبير في كثرة المخالفات والاستهتار بأرواح الناس وارتفاع نسبة الحوادث المرورية بشكل مخيف واحتلال السعودية مرتبة متقدمة. وتسعى «المرور» من وراء هذا النظام الجديد إلى خفض الحوادث ونسب الوفيات المرتفعة في المملكة، بعد أن كشف العام الماضي أن 78 في المئة هي نسبة الحوادث التي تصطدم فيها المركبات في السيارات المقابلة، بسبب استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة. وهذا الإحصاء ينضم إلى آخر عالمي، إذ بينّ المجلس الوطني الأميركي للسلامة أن استخدام الهاتف أصبح المشتت الأول للسائق حول العالم، مسبباً حوالى 1.6 مليون حادثة سنوياً في أميركا فقط. وأصبحت الأجهزة الآلية مستعدة الآن لجولة جديدة من المخالفات، إذ سيتم استخدلم تقنيات حديثة لا ترتبط بنظام الرصد الآلي «ساهر»، وتعمل منفردة للتعامل مع المخالفات الجديدة في نظام المرور وعرف المجتمع، وسيبدأ التطبيق ابتداءً في المدن الرئيسة الثلاث: الرياض، وجدة، والدمام.