كشف مسؤول في حركة «حماس» ل «الحياة» ان الحركة ستطرح اسم رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية مرشحاً لرئاسة الحكومة إذا تمسك وفد «فتح» بطرح اسم رئيس الحكومة في رام الله سلام فياض مرشحاً وحيداً لهذا المنصب. وعن أسباب رفض «حماس» شغل فياض رئاسة الحكومة المقبلة، قال إن «فياض صاحب برنامج سياسي يتوافق مع الرؤية الأميركية والإسرائيلية، فيما يفترض أننا توافقنا فلسطينياً على أن الحكومة الانتقالية ستكون بلا برنامج سياسي، ومهماتها محددة بتنفيذ اتفاق المصالحة والإشراف على الانتخابات، لذلك نسعى إلى تحقيق حكومة تكنوقراط توافقية وليس حكومة خلافية»، لافتاً إلى أن فياض يرأس حزب «الطريق الثالث» الذي أسسه. وأضاف: «يجب على الحكومة المقبلة ألا تكون ذات صبغة حزبية على الإطلاق، وشغل فياض رئاسة الحكومة ينفي عنها هذه الصفة». وشدد على ضرورة أن يكون رئيس الحكومة المقبلة من أبناء قطاع غزة، موضحاً أن «هذا ليس شرطاً تعسفياً بل أمراً منطقياً وضرورياً». ولفت إلى أن «لا يوجد تواصل جغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية، ومن هنا من حق غزة أن تكون فيها مؤسسة لرئاسة الحكومة، خصوصاً أن مؤسسة الرئاسة والمجلس التشريعي في الضفة». وأضاف أن التقاسم الوظيفي يتطلب وجود رئيس الحكومة في غزة طالما أن الرئيس ورئيس البرلمان في الضفة، مؤكداً «أهمية تحقيق ذلك تجنباً لتهميش غزة». وتابع: «عندما يكون رئيس الحكومة من غزة سيتحرك وسيعمل بكفاءة أكثر على رفع الحصار عن القطاع وإعادة إعماره باعتباره أحد سكانه، ويمكنه أن يلمس من قرب احتياجاته وهموم أبنائه». وزاد أن «أحد أهم نقاط المصالحة إعادة إعمار غزة ورفع الحصار عنها»، مشيراً إلى أن «الرئيس يتحرك من الضفة الغربية ويمارس نشاطه بفاعلية» موضحاً أن «وجود رئيس الحكومة في غزة لن ينعكس إطلاقاً في شكل سلبي على الضفة بينما العكس صحيح». في غضون ذلك، وصل إلى القاهرة أمس وفدا حركة «فتح» و «حماس» لاستئناف جولة جديدة من الحوار في شأن تشكيل الحكومة الانتقالية تطبيقاً لاتفاق المصالحة الذي وقعه الطرفان الشهر الماضي. وبدا أن هناك عقبات تحول دون تجسيد المصالحة على الأرض، خصوصاً بعد القرار الذي اتخذته اللجنة المركزية لحركة «فتح» بترشيح رئيس الحكومة المستقيلة في رام الله سلام فياض لرئاسة الحكومة، الأمر الذي أكدت رفضه «حماس». وبينما أكد قيادي رفيع المستوى في حركة «فتح» ل «الحياة» أن فياض ليس المرشح النهائي للحركة لرئاسة الحكومة الانتقالية، قال آخر في «فتح» ل «الحياة» إن «5 في المئة فقط من فتح تعارض ترشيح فياض لرئاسة الحكومة»، مضيفاً أن استطلاعات رأي في رام الله تشير إلى أن 60 في المئة من الرأي العام الفلسطيني يؤيد تسلمه هذا المنصب، مشيراً إلى أن فياض مدعوم دولياً وأميركياً وإسرائيلياً، وهو مدعوم من الرئيس محمود عباس «فهناك إرادة دولية تقف وراء فياض». واستبعد المصدر إمكان أن يطرح الرئيس الفلسطيني مرشحاً آخر للحكومة بخلاف فياض، وقال إن الرئيس غير مستعد حالياً لأن يخوض في أمور من شأنها أن تربك الساحة الفلسطينية، مثل الخوض في معركة الحكومة، خصوصاً في ظل الاستحقاقات المقبلة، وعلى رأسها الجمود الحالي في عملية السلام واستحقاق أيلول (سبتمبر) المقبل في الأممالمتحدة، والذي يعول عليه كثيراً في الحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.