أعلنت الهيئة السياسية للتيار الصدري امس، أن تصريحات السفير الأميركي في العراق جيمس جيفري الأخيرة «تدخُّل في الشأن العراقي ومساس بالسيادة». وشددت على أن غالبية الكتل السياسية وكل الشعب العراقي مع خروج القوات الاميركية من العراق. وقال رئيس الهيئة كرار الخفاجي في بيان، تلقت «الحياة» نسخة منه، إن «تصريحات السفير الأميركي الأخيرة تكشف حال القلق الشديد الذي يسببه لهم موقف التيار الصدري المُطالِب بالسيادة الوطنية الكاملة، وهي تمثل تدخلاً في الشأن العراقي ومساساً بالسيادة العراقية، لأن تمديد الاتفاق الامني أمر خاص بالشعب العراقي والكتل السياسية، ولا يعني الجانب الأميركي». وتابع أن «العراقيين اليوم في أفضل حالات النضج الوطني والوعي السياسي، ويطالبون بخروج الاحتلال». وأضاف أن «العراقيين أدركوا اليوم أن الاحتلال الأميركي للعراق كان ومازال من اكبر معرقلات التنمية والإعمار»، مشيراً إلى أن «الأوضاع الأمنية والسياسية والمجتمعية التي أفرزتها سياسات الاحتلال، ستزول بزواله». وأضاف البيان: «لا يتوهم أحد بأن وجود الاحتلال ضمان لأمن العراق، فعلى العكس تماماً، العراق شهد أكبر الخروق الأمنية وأعمقها على الصعيدين المحلي والدولي في ظل وجود الاحتلال»، لافتاً إلى أن «جميع الشعب العراقي وأعضاء البرلمان ضد الوجود العسكري الأميركي ومع السيادة الوطنية الكاملة». ودعا البيان الشعب الأميركي إلى ممارسة الضغط على حكومته للاستعداد لجلاء قواتها المحتلة من العراق، كما دعا «دول العالم ذات المصالح الكبرى في الشرق الأوسط الى مراجعة سياستها في المنطقة واعتماد مبادئ احترام إرادات الشعوب في تعاملها». وكان السفير الأميركي في بغداد جيمس جيفري، أعلن خلال مؤتمر صحافي، أن «غالبية النواب العراقيين وافقوا على بقاء القوات الأميركية في العراق، ما عدا قائد سياسي واحد يتباهى بقتل الجنود الأميركيين، وأصدر فيتو على قرار البرلمان العراقي، على رغم أنه يمتلك وجوداً بنسبة 10 في المئة فيه». يُذكر ان كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري، كشفت قبل ايام أنها تجري اتصالات «لجعل قرار خروج القوات الاميركية من العراق دولياً»، وأنها تجمع تواقيع النواب للتصويت على عدم بقاء القوات الاميركية المحتلة». وكان النائب عن التيار الصدري حاكم الزاملي، اكد ل «الحياة» أن «التيار يملك معلومات عن محاولة بعض الأطراف المرتبطة بمصالح معينة مع الولاياتالمتحدة إعطاء حجج وذرائع لبقاء القوات الأميركية بعد نهاية العام الجاري تحت مسمّيات مختلفة، وهذا أمر لا يمكن قبوله في أي ظرف». وزاد: «منذ مدة ليست بالقصيرة، والقوات العراقية هي التي تملك زمام الأمور وتسيطر على الأوضاع، وإن قرار رفع التجميد عن جيش المهدي يأتي للحفاظ على امن البلاد وإنهاء الاحتلال إذا لم يستطع الآخرون إنهاء الوجود الأجنبي من خلال الاتفاقات». على صعيد آخر، حذر التيار الصدري من تداعيات استمرار الاعتقالات التي تشنها الاجهزة الامنية في عدد من المحافظات وتطاول انصاره. وقال القيادي في التيار الشيخ علاء البغدادي ل «الحياة» ان «الاجهزة الامنية تشن حملة في عدد من المحافظات الوسطى لاعتقال انصار التيار الصدري من دون مذكرات قانونية». وأوضح: «هنالك احزاب متنفذه في السلطة تستغل نفوذها لنشر الرعب والخوف وسط أتباع التيار وتصفيتهم». وأشار الى ان «نشر حالة عدم الاستقرار الأمني والاغتيالات تبرر لتلك الأحزاب مساعيها لتصفية منافسيها». لكن مصدراً امنياً في مدينة الديوانية أكد ان «حملات الدهم والتفتيش لا تستهدف جهة او مكوناً سياسياً». وأضاف ان «مجموعات ارهابية تقوم بأعمال إجرامية يومياً بحجة استهداف القوات الاميركية وزرع عبوات. وقالت عضو البرلمان العراقي ايمان الموسوي إن «الاعتقالات العشوائية لأعضاء التيار الصدري التي شملت محافظات البلاد كلها مسألة خطيرة جداً، جاء بعضها على خلفية تصرفات شخصية للأجهزة الامنية وليس للحكومات المحلية او الاتحادية علم فيها».