تشهد الصحافة السعودية نشاطاً في إصدار الصحف الكترونية، أثبت العديد منها قدرته على إحداث تغييرات في طريقة أداء المهنة، البعض يؤيد هذه الطريقة، والبعض يرفضها، لكن الجميع يتفقون على إحداثها تأثيراً قوياً في تحديد نوع وشكل الخبر المنشور في الصحف الورقية. «أنحاء» واحدة من هذه الصحف التي، وهو ما يؤكده ل «الحياة» رئيس تحريرها حسن الحارثي بقوله: «الصحيفة انطلقت في شهر شباط (فبراير) من العام 2011 ، بجهود مجموعة من الصحافيين السعوديين من ذوي الخبرة، ونزعم أنها تشق طريقها بنجاح وسط هذا الكم الهائل من قنوات الإعلام على الانترنت» مضيفاً أن أهدافهم هي «السعي لإيجاد صحيفة الكترونية سعودية الهوية تهتم بالشأن المحلي وتربط القارئ بما يحدث في العالم، والتفاعل مع ما يطرح في الشبكات الاجتماعية باعتبارها مركز قيادة للإعلام الجديد». وعن قدرة «أنحاء» على تبني قضايا مؤثرة عل رغم قصر مدة إصدارها قال: «نحن بالفعل تبنينا عدداً من القضايا المهمة والمؤثرة، وإجمالاً يسعى فريق العمل قي الصحيفة إلى تبني قضايا الوطن بشكل عام وتسليط الضوء على الحراك الإعلامي والاجتماعي والثقافي في الإنترنت والشبكات الاجتماعية، ونعني كثيراً بمتابعة القضايا التي تطرح عبر «فيسبوك» و «تويتر» من خلال قسم «نيو ميديا» سواء كانت حملات مطالبة أم «هاش تاق» خلافاً للتركيز على أبرز ما يطرح في موقع يوتيوب يهم القارئ السعودي، وحرصت خلال الفترة الماضية على تقديم عدد كبير من المدونين السعوديين والناشطين في هذه الشبكات وحتى التقنيين الذي كان لهم إسهامات في تطوير المواقع، وتعريف القارئ بهم وبأنشطتهم، كما يوجد في الصحيفة قسم خاص للمبتعثين، يهتم بنقل أخبارهم وقضاياهم بشكل دوري». وحول أهم العقبات التي تواجههم أكد الحارثي أن «التمويل هو العقبة الكبرى التي تواجه الصحافة الإلكترونية بشكل عام، فهذا النوع من الإعلام يقوم على جهود فردية غير مؤسساتية، وهو ما يحد كثيراً من حركة الصحيفة في استقطاب محررين وكتاب، وعلى رغم حرص وزارة الثقافة والإعلام على إعطاء الصحف الالكترونية الشرعية المطلوبة، لكن هذا لا يكفي، فالصحافيون الإلكترونيون يأملون من الوزارة دعمهم بالتدريب والتطوير والتواصل الدائم معهم، ومشاركتهم في صنع القرار في الشأن الإعلامي والعام، خصوصاً أنهم أصبحوا من ذوي الخبرة في قطاع الإعلام الإلكتروني والجديد». الحارثي أكد أن «النشر الإلكتروني هو امتداد للعمل الإعلامي الورقي أو التقليدي، مزيج من الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، والصحف الإلكترونية تتفاعل مع الورقية وتنقل عنها الأخبار والتقارير، وهو ما لا يحدث في الصحف الورقية، ربما لأن هناك من أهل الورق من يرى أن صحافة الإنترنت صحافة دخيلة وغير موثوقة ولا يجب أن ننقل عنها او حتى تعترف بها». وأشار إلى أن «الواقع يقول ان محرري الصحف الورقية يتابعون الصحف الإلكترونية أكثر من متابعة صحفهم، ومن خلالها يمكنهم ملاحظة أخبار وأفكار يعملون عليها أو يتابعونها» مطالباً الصحف الورقية ب «ضرورة الالتفات لصحافة الإنترنت وتسليط الضوء على نشاطها والقائمين عليها» لأنها في النهاية وبحسب قوله: «إن اختلفت أساليبها تبقى الأهداف والاتجاهات واحدة».