طلبت الولاياتالمتحدة من مجلس الأمن تشكيل لجنة دولية جديدة للتحقيق في استخدام أسلحة كيماوية في سورية، بعد تقارير عن تعرض منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق إلى هجمات بغاز الكلور، بحسب مشروع قرار قدمته واشنطن الأربعاء الماضي. واجتمع ديبلوماسيون في الأممالمتحدة أمس (الخميس) للتباحث في مشروع القرار الأميركي الذي قدمته البعثة الأميركية بعيد أيام على إعلان المرصد السوري لحقوق الانسان وطبيب أن طفلاً توفي و13 شخصاً على الأقل واجهوا صعوبات في التنفس في بلدة في الغوطة الشرقية، بعدما تعرضت إلى قصف من قوات النظام السوري. ويدعو مشروع القرار الأميركي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية تحت اسم «آلية التحقيق الأممية المستقلة» (يونيمي) تكون مدة تفويضها سنة واحدة ومهمتها «تحديد المسؤولين عن شن هجمات بالسلاح الكيماوي في سورية». ولكن ديبلوماسياً في المنظمة الدولية أكد أنه من المستبعد كثيراً أن توافق روسيا على مشروع القرار الأميركي أو تسمح بتمريره. وقبل ثلاثة أشهر استخدمت روسيا حق النقض لمنع التجديد لفريق تحقيق تابع إلى الأممالمتحدة حول الهجمات الكيماوية في سورية، في «فيتو» أطلق رصاصة الرحمة على هذا التحقيق. وكانت موسكو وصفت الاثنين التقارير التي تحدثت عن هجوم كيماوي استهدف الغوطة الشرقية الخاضعة إلى سيطرة المعارضة بأنها «روايات زائفة». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «هناك روايات زائفة في وسائل الإعلام تتحدث عن استخدام (غاز) الكلور بالأمس في الغوطة الشرقية، نقلاً عن شخص مجهول يقيم في الولاياتالمتحدة». من جهة ثانية دعت واشنطنموسكو أمس إلى الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لاحترام الهدنة في الغوطة الشرقية، معتبرة أن فشل الهدنة «مقلق». وقالت الناطقة باسم البنتاغون دانا وايت إن «نظام الأسد يستمر في مهاجمة مواطنيه خصوصاً في الغوطة الشرقية». وأضافت: «نحن لا نسعى إلى نزاع مع النظام السوري، لكننا ندعو روسيا إلى كبح جماح نظام الأسد». وعلى رغم إصدار مجلس الأمن السبت قراراً يطالب بوقف شامل لاطلاق النار في سورية «من دون تأخير» لمدة 30 يوماً، أعلنت روسيا هدنة «إنسانية» في الغوطة الشرقية بدأت الثلثاء وتستمر يومياً خمس ساعات فقط بين الساعة التاسعة صباحاً (07.00 ت غ) والثانية من بعد الظهر، ويُفتح خلالها «ممر إنساني» عند معبر الوافدين، الواقع شمال شرقي مدينة دوما لخروج المدنيين. لكن المعارك في الغوطة المحاصرة استمرت الخميس، كما لم يسجل منذ بدء هذه الهدنة الإنسانية خروج مدنيين عبر المعبر المحدد لذلك شمال شرقي دمشق. وقالت الناطقة باسم البنتاغون إن «فشل وقف اطلاق النار يطرح تساؤلات حول التزام روسيا وقف تصعيد العنف وبالتفاوض من أجل حل سياسي»، مشيرة إلى أن «عجز موسكو عن السيطرة على مناطق المعارك التي تعمل بها أمر مزعج». وأعربت الأممالمتحدة الخميس عن أملها في أن تتمكن من ايصال المساعدات الإنسانية إلى الغوطة الشرقية «في غضون أيام»، معتبرة في الوقت ذاته أن الهدنة الروسية «ليست كافية» لهذه المنطقة التي وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان فيها مقتل أكثر من 610 مدنيين، بينهم حوالى 150 طفلاً.