أصيب 18 شخصاً على الأقل بعوارِض مماثلة لأعراض التعرّض لغاز الكلور في منطقة غوطة دمشقالشرقية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة المعارضة السورية الموقتة أمس. وأوضحت الإدارة الصحية في بيان، أن أشخاصاً عانوا من أعراض مماثلة لأعراض التعرّض لغاز الكلور في منطقة الغوطة الشرقية الأحد، وأن طفلا واحداً لقي حتفه. ولفتت إلى أن الضحايا وقائدي سيارات الإسعاف وآخرين استنشقوا غاز الكلور بعد «انفجار هائل» في منطقة الشيفونية بالغوطة، مشيرة إلى أن 18 شخصاً على الأقل تلقوا علاجاً بجلسات الأوكسجين. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل طفل نتيجة الاختناق في الغوطة الشرقية، لكن مديره رامي عبدالرحمن، قال إنه لا يستطيع تأكيد استخدام الغاز السام. ونشر فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر فيما يبدو جثة طفل ملفوفة في كفن أزرق وبعض الرجال عراة الصدر والصبية يكافحون من أجل التقاط أنفاسهم وحمل بعضهم بخاخات للمساعدة على التنفس. ومنذ الأسبوع الماضي، تشن الحكومة السورية هجوماً شرساً على الغوطة، وهي آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة قرب دمشق. في المقابل، وصفت موسكو التقارير التي تحدثت عن هجوم كيماوي في الغوطة بأنها «روايات زائفة»، فيما أصرت على أن قوات النظام السوري تهاجم مجموعات مسلحة متحالفة مع «تنظيمات إرهابية». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، إن «هناك روايات زائفة في وسائل الإعلام تتحدث عن استخدام (غاز) الكلور بالأمس في الغوطة الشرقية، نقلاً عن شخص مجهول يقيم في الولاياتالمتحدة»، معتبراً أنها تأتي في سياق «استمرار الحملة لنشر معلومات استفزازية حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية». وأكد لافروف أن «محاولات نشر معلومات من مثل هذه المصادر ستستمر، وهدفها الوحيد الإساءة إلى القوات الحكومية (السورية) وإلقاء كل اللوم عليها، واتهامها بارتكاب جرائم، وذلك بهدف تنفيذ الخطوات كالتي نراها في المناطق الشرقية السورية، حيث تقوم الولاياتالمتحدة بتنفيذ سيناريو إقامة دويلة موازية وتقسيم سورية». واتهمت وزارة الدفاع الروسية، مقاتلي المعارضة بالإعداد لاستخدام مواد سامة في الغوطة الشرقية حتى يتهموا دمشق في ما بعد باستخدام أسلحة كيماوية. وفي الأسابيع الأخيرة، اتهمت الولاياتالمتحدة النظام السوري باستخدام غاز الكلور كسلاح مراراً. وتعرضت منطقة الغوطة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، لهجوم كيماوي كبير في 2013. وفي العام الماضي، خلص تحقيق مشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، إلى أن الحكومة السورية تتحمل مسؤولية هجوم في الرابع من نيسان (أبريل) 2017 باستخدام غاز السارين المحظور في مدينة خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص. وخلص تحقيق سابق إلى أن قوات النظام مسؤولة عن ثلاثة هجمات بغاز الكلور في عامي 2014 و2015، وأن متشددي تنظيم «داعش» استخدموا غاز الخردل.