ليس شرطاً أن يتأهل الفريق الأفضل حتى القوانين والأنظمة التي يجب أن تحترم أحياناً تكون غير منصفة، فقد رأينا كيف تأهل فريق الأهلي على حساب الشباب على رغم خسارته في مباراتين، لكن خطأ إداري حول النتيجة لمصلحته، على عكس ما حدث بين فريقي الاتفاق والوحدة، إذ تأهل الفريق الوحداوي بتسجيله ثلاثة أهداف على الاتفاق على رغم خسارته بالأربعة، وفوزه في مباراة الذهاب بهدفين في مقابل هدف، أي أن للاتفاق خمسة أهداف وللوحدة مثلها، فالكفة متعادلة من حيث «اللي لك واللي عليك»، لكن النظام أعطى فريق الوحدة ميزة بتسجيله أهدافاً أكثر على أرض المنافس مما جعله في المقدمة ليقابل الأهلي. الكلام نفسه ينطبق على مباراتي النصر والاتحاد فالنتيجة انتهت بالتعادل أربعة لأربعة، لكن الاتحاد سجل ثلاثة في أرض النصر ما أهله ليكون هو المترشح، هذا هو نظام البطولة، لكن النصر لم يخسر فكيف يخرج من البطولة؟ لماذا لم يتم حسم التعادل بالوقت الإضافي؟ ومن ثم ضربات الترجيح، لماذا نطبق اعتبار الأهداف الأكثر في أرض الخصم هي الحاسمة؟ وهناك من يرى أن هذا النظام لو طبقته الفيفا أو معظم الدول الأوروبية، لا يرقى إلى مبدأ تكافؤ الفرص، فكيف يخرج فريق لم يخسر من البطولة؟ وكيف يخرج فريق لم يخسر أصلاً في البطولة؟ والأدهى من ذلك أن الخطأ الإداري في الشباب مثلاً لم يكن خطأً من الإداري في النادي، حتى وإن تمت إقالة من صرح لهم! ماذا يستفيد فريق مثل الشباب مؤهل للفوز بالبطولة أن يخرج منها بسبب أنه تلقى إجابة رسمية مثبتة، بأنه غير معرض للأخطاء، فالفريق الهلالي هو الوحيد الذي استطاع التأهل للمرحلة المقبلة،على رغم إثارة مسألة إشراك اللاعب الروماني ميريل رادوي بأنها شبيهة بإشراك اللاعب السعران، فالإيقاف تم آسيوياً. اليوم يخرج الفريق الشبابي بسبب خطأ ليس له علاقة به، فهذه بطولة محلية والأخرى آسيوية، ولم يعترض الشبابيون على تداخل البطولتين، بل إنهم حرروا استفساراً رسمياً ووصلهم رد رسمي، لكن هذا الرد لم يمنعهم من خسارة مباراة في الأصل فازوا بها. المشكلة أن القوانين التي لدينا غير واضحة وتداخل الآراء فيها بين مفسر وآخر مشكك، حتى كادت المعلومة أن تظهر بتلك الصورة غير الواضحة، والمشكلة الأخرى أننا إذا واجهنا مثل هذه المواقف لا نملك الرأي الحاسم والقاطع فلابد أن نلجأ لغيرنا وكأننا سنة أولى كرة، ونتذكر موضوع نقاط التعاون ونجران، وكيف أن نقاط المباراة بدأت تأخذ رحلة طويلة بين القصيم ونجران لكننا لم نفصل في الأمر، أتذكرون من فصل لنا الأمر؟ الفيفا، إلى هذه الدرجة أصبحت اللوائح لدينا تفسر بحسب المزاج. آخر مكاشفة أكثر من 16 ألف متفرج أهلاوي عاشوا فرحة هستيرية بتأهل الفريق الأخضر إلى دور الأربعة، بل إن مسؤولية لاعبيه ذلك المساء التسابق على الإعلام لإعلان الفرحة بشكل رسمي، ولو دققوا في الأمر فإن فريقهم لم يكن الأفضل من الشباب،إذ فازوا في المكاتب لكنهم خسروا في الملاعب، أي فرحة توازي تلك الفرحة، هذا ما يجب التدقيق فيه إن أراد الأهلاويون أن تكون فرحتهم في مكانها. [email protected]