عادت كنيسة القيامة أمس إلى الحياة بعد إغلاقها ثلاثة أيام احتجاجاً على قرار السلطات الإسرائيلية فرض ضرائب على الكنيسة وممتلكاتها في مدينة القدسالمحتلة، واحتشد مئات المصلين داخل الكنيسة تغلبهم دموع الفرحة، بعدما أعاد حراسها فتح الطريق أمام الحجاج إلى أماكن صلب المسيح ودفنه وقيامته. وأعلن رؤساء الكنائس في القدس مساء الثلثاء إعادة فتح أبواب كنيسة القيامة، وقبل انقشاع الظلام، فجر أمس حضر المسؤول عن فتح الكنيسة وإغلاقها وجيه نسيبة، وأمين مفتاح الكنيسة وحامل ختم القبر المقدس أديب جودة الحسيني، قبل أن يسلّم الأخير المفتاح لنسيبة، والذي صعد بدوره سلماً وأدار المفتاح ليفتح باب الكنيسة الرئيس الخشبي، وعلى الفور هرع مئات عدة من الصحافيين وأبناء الطوائف المسيحية والحجاج الأجانب إلى داخل الكنيسة، وسجد المصلون، وبينهم أجانب، على ركبهم وهم يؤدون الصلاة وسط النحيب والدموع. ومع شروق الشمس تدفق المزيد والمزيد من الحجاج على المعبد، وخدمة القداس الأول بعد إعادة فتح الكنيسة. وكانت ساحة كنيسة القيامة اكتظت خلال الأيام الثلاثة الماضية بالحجاج الأجانب والمقدسيين، لاسيما مع اقتراب الاحتفالات بعيد القيامة. وأعرب رؤساء الكنائس في بيان مشترك عن شكرهم «كل من بذل جهودًا جبارة للحفاظ على الوجود المسيحي في القدس والدفاع عن الوضع القائم». وأوضح البيان أن «الوجود المسيحي ما زال يواجه تحديات كبيرة في المدينة المقدسة، لكن القدس مكان تعيش وتنمو فيها الديانات التوحيدية الثلاث». واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، 15 سفيراً من الأردن، وروسيا الاتحادية، والاتحاد الأوروبي، وقبرص، واليونان، والأرجنتين، والاتحاد الأفريقي، وتركيا، وتشيلي، وإيطاليا، وحمّلهم رسالة خطية من البابا تواضروس، والبابا فرنسيس، تتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية بحق كنائس القدس. وأوضح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، في مؤتمر صحافي عقده عقب اللقاء، أن عباس تطرق إلى محاولات إسرائيل فرض ضريبة أملاك على الكنائس، وهو أمر يعتبر غير مقبول، وتحدياً للشرعية الدولية والوضع القائم. وشدد على إنه «لا أحد أساء إلى الوجود المسيحي والإسلامي في القدس مثلما فعلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة». وأشار إلى أن عباس شدد على همية القدس للديانات الثلاث، وأشاد بالوصاية الأردنية على المقدسات في المدينة، وأكد أننا نسعى إلى حل قضيتنا سلمياً على أساس حل الدولتين على حدود 1967 وعاصمتنا القدسالشرقية، وأن الصراع مع إسرائيل ليس صراعا دينياً. وطالب بضرورة وقف الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وبحق القدس والمقدسات.