تباينت أفكار وأطروحات الرياضيين السعوديين حول الفترة، التي يحتاجها اللاعب الأجنبي للتأقلم مع فريقه الجديد، وتقديم كل ما لديه من إمكانات فنية، وان كان هناك شبه إجماع على ان مدة 4 إلى 6 مباريات تكفي لتقويم اللاعب، وإصدار الحكم على مدى نجاحه. ورأى المحلل الرياضي مدني رحيمي، أن الاستقرار الأسري مهم جداً في حياة المحترف الأجنبي، وقال: «لا أعتقد أن هناك وقتاً محدداً ودقيقاً للحكم على اللاعب الأجنبي، فالاهم هو حضوره قبل بداية الدوري بفترة كافية، لكي يتسنى له لعب مباريات إعدادية، وكسب علاقات قوية مع زملائه اللاعبين مبكراً، كما أن هناك عاملاً مهماً جداً، وهو حضور اللاعب أحياناً من دون زوجته وأطفاله، لذلك تجد فكره مشتتاً أحياناً حتى وصول أسرته، كما أن اللاعب الذي سبق ان مر بتجارب احترافية تجده يتأقلم سريعاً، واللاعب الجيد سيقدم ما لديه من ثلاث إلى أربع مباريات». فيما اعتبر المدرب الوطني محمد الخراشي، شخصية اللاعب هي الأهم في نجاحه «اعتقد ان عملية التأقلم تعتمد أولاً على شخصية اللاعب، ومدى قدرته على الاندماج السريع مع الأجواء وطريقة اللعب الجديدة، كما أن إمكانات النادي وأجهزته الفنية والإدارية وطريقة عملهم وتذليلهم للمصاعب التي تواجه اللاعب، لها دور كبير في سرعة اندماج المحترف الجديد». وأدلى المدرب الوطني بندر الجعيثن بدلوه قائلاً: «استقطاب أي لاعب اجنبي لا بد من أن يكون منذ بداية الموسم حتى يكون الانسجام والتعارف بين اللاعبين اكبر، إضافة إلى معرفة اللاعبين وكيفية أسلوبهم والتعامل معهم، وهذه كلها نقاط لا بد من معرفتها منذ بداية الموسم، ووضعها في الحسبان من إدارة الأندية قبل توقيع العقود مع اللاعبين الأجانب، ومتى ما أتى المحترف بعد انتهاء فترة إعداد الفريق أو منتصف الموسم، فمن الطبيعي ان يكون الحكم عليه غير منصف، وارى أن فترة شهرين إلى ثلاثة أشهر كافية للحكم على أي لاعب، وإذا دخل المباريات الرسمية ولم يقدم المطلوب منه، فيجب عدم المكابرة والاستغناء عن خدماته مبكراً، ولا أعتقد أن اللغة عائق يقف في طريق تأقلم اللاعب الاجنبي، لأننا نجد في أوروبا لاعبين أبدعوا، وقدموا مستويات كبيرة، وهم لا يجيدون لغة البلد». وطالب وكيل اعمال اللاعبين عصام العبدلي بالصبر على المحترف الجديد، وعدم تحديد مدة زمنية للحكم على قدراته، وقال: «من الصعب تحديد فترة زمنية معينة، كونها تختلف من لاعب لاخر بحسب البيئة ودولة اللاعب ومنطقته الإقليمية من أوروبا مثلاً أو آسيا أو أميركا الجنوبية، والدليل على ذلك لاعب نادي الهلال ويلهامسون، الذي تأخر في انسجامه مع الفريق، كونه عاش ظروفاً مناخية مختلفة في أوروبا، وهو يعتبر من ابرز المحترفين حالياً، بعدما استطاع التعايش مع الأوضاع المناخية، وتجاوز حاجز اللغة أيضاً، في المقابل نجد لاعب الاتحاد العماني احمد حديد تأقلم مع الفريق مبكراً، لتشابه البيئة والظروف المناخية، وان افترضنا أن فترة 4 الى 6 مباريات فترة كافية، فهذا لا بد من أن يسبقه الوقوف على مدى انضباط وأداء اللاعب خلال التدريبات اليومية، والتي تتضح من خلالها ملامح اللاعب الجيد، خصوصاً في أدائه وانسجامه مع المجموعة، والكل يتذكر محترف الاتحاد الفونسو القادم من البيرو عام 1997 وهي منطقة بعيدة جداً، لكنه استطاع من ثالث تدريب أن يجد مكاناً له في تشكيلة الفريق الأساسية، وقدم مستويات عالية جداً مع الفريق آنذاك، بسبب التهيئة النفسية الجيدة، وأعتقد أن فشل بعض الأسماء الكبيرة في ملاعبنا، أمثال المكسيكي بورجتس مع الاتحاد، والبينيني رزاق مع النصر، وغيرهما ممن لا تحضرني أسماؤهم، عائد إلى التوفيق أولاً، وشخصية اللاعب ثانياً». واعتبر عضو الاتحاد السعودي محمد السراح، المناخ هو العائق الأول في طريق تأقلم المحترفين الأجانب، وقال: «عادة ما يكون المناخ هو أول العوامل التي تواجه المحترف الأجنبي، لكن ليس بالضرورة أن يكون عاملاً مؤثراً جداً، والكل يتفق على أن المحترف يحتاج لوقت، حتى يقدم كل ما لديه من قدرات فنية، وهذا الوقت يختلف من ناد لاخر، فبعض الأندية تجد فيها اللاعبين يتأقلمون بشكل سريع، وتجد الوقت يطول في أندية أخرى، وهذا يعتمد على ثقافة اللاعب الاحترافية، وكذلك على زملائه اللاعبين، الذين يساعدونه في سرعة التأقلم، كما أن الجهاز الفني له دور في تسخير إمكانات اللاعب جيداً، كما أن المسابقات المحلية التي تقل فيها حدة التنافس مثل بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد تمنح اللاعب التأقلم السريع، واعتقد أن اللاعب الذي يتجاوز ال 6مباريات ولا يتأقلم مع ناديه، فهو يضيع وقت الفريق وغير مفيد».