تكثفت الاتصالات والمواقف في شأن تسريع تأليف الحكومة. وأكد وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال غازي العريضي أن الحكومة الجديدة «تشكل في لبنان وليس في سورية». وقال خلال اجتماع في وزارته: «سورية دولة شقيقة وكثيرة هي الملفات والقضايا السورية واللبنانية والإقليمية والدولية التي تناقش مع الإخوة في سورية، والنقاش يجب أن يبقى مفتوحاً بين كل الدول العربية، وبيننا وبين سورية خصوصاً». وشدد على أن موضوع الحكومة لبناني داخلي، و «قطعنا شوطاً كبيراً ومهماً جداً في الاجتماع الذي عقد في مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري الأربعاء الماضي، وأعتقد أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، على أمل ولادة الحكومة في أسرع وقت مع ما تبقى من أمور عالقة وهي قليلة». وقال: «تأخرت ولادة الحكومة إنما هذه المرة نستطيع أن نُطَمئن أن تكون ولادتها طبيعية وأن تعالج الأمور بعقول ونفوس باردة للدخول في حياة سياسية منتظمة على قواعد ومعايير مختلفة لأن غير ذلك سيؤدي إلى نتائج سلبية». ورأى وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ أن «التداعيات في الداخل اللبناني والخارج وخصوصاً المعطيات السورية لا تشجع على التفاؤل بالنسبة لتشكيل الحكومة»، لافتاً الى أن «المسؤولية تقع على عاتق الفريق الذي نسف حكومة (الرئيس سعد) الحريري». واعتبر الصايغ في حديث الى «صوت لبنان»، أن «لا حل إلا بالمبادرة الإنقاذية التي طرحها رئيس حزب الكتائب أمين الجميل الذي تخطى الاصطفاف السياسي العمودي بدعوته الى حكومة من أقطاب ومرجعيات كي يتحمل كل فريق مسؤولياته». وقال وزير الاتصالات شربل نحاس رداً على سؤال عما إذا كان عائداً الى الوزارة في الحكومة الجديدة: «ربما نعم وربما لا». ورأى عضو كتلة «المستقبل» عمار حوري في حديث الى «الجديد»، أن هناك «مصلحة وطنية كبرى بتشكيل الحكومة بغض النظر عن التعقيدات السياسية التي نعيشها»، لافتاً الى أن «استمرار الوضع على ما هو عليه أمر يضر بالجميع». ولفت الى أن «نقاشات كثيرة حصلت حول أمور طرحت والحل المثالي عبر تشكيل الحكومة». وأعلن عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم في حديث الى «المنار»، أنه «في حال لم تتطور الأمور الى تشكيل الحكومة سيتم الكشف عن الكثير من الأمور والضغوط». وأعلن عضو تكتل «التغيير والإصلاح» فريد الخازن أن «الكرة أصبحت بملعب رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بالنسبة الى انضاج التشكيل بعدما بلغت المساعي مرحلة متقدمة». «تسريب الأسماء للتعطيل» وأبدى عضو التكتل نفسه زياد أسود اعتقاده أن «تسريب أسماء الأشخاص المرشحين لتولّي الحقائب قد يؤدي الى عرقلة جديدة»، موضحاً أنه «لم يحصل اتفاق على تسريبها بل ترك الأمر للرئيس ميقاتي». وقال: «يبدو أن مَن سرّب الأسماء يريد التعطيل مرّة جديدة». وأضاف: «في مطلق الأحوال، هذا الجوّ الإيجابي مفرط، يزرع الأمل في نفوس اللبنانيين لكن لن يؤدي الى تأليف الحكومة قريباً». ورأى أن أسباب التأخير «خارجة عن إطار الساحة اللبنانية الداخلية»، مؤكداً أن «العقدة الأساسية هي في الولاياتالمتحدة الأميركية، وتحديداً التدخل المباشر، يضاف الى ذلك انتظار ما سيحصل من نتائج بالنسبة الى التطورات السورية وانعكاسها على الجوّ اللبناني. كما أن هناك عقداً أخرى تتمثّل بالمحكمة الدولية، والمطالبة بعدم إشراك حزب الله في هذه الحكومة». ووجه النائب غسان مخيبر رسالة الى الرئيس بري والى أعضاء مكتب المجلس، مرفقاً بها دراسة دستورية خلصت الى تأكيد «جواز اجتماع مجلس النواب لأداء وظائفه المختلفة في ظل حكومة تمارس صلاحياتها بالمعنى الضيق لتصريف الأعمال». وأكد عضو «كتلة المستقبل» خالد زهرمان، أن الحكومة التي ستتألف هي «حكومة اللون الواحد». ولفت الى أن «هناك معطيات جديدة في ما يتعلق بالتدخل السوري بتشكيل الحكومة»، معتبراً أن «الغيرة المستجدة والسرعة بعملية التشكيل والموقف السوري بالأمس يطرح علامات استفهام». وهاب وتمنى رئيس «تيار التوحيد العربي» وئام وهاب أن «تتشكل الحكومة خلال الساعات المقبلة وألا تصح توقعاته بأنّ المسألة متأخرة وأنها لن تُشكَّل خلال الساعات أو حتى الأيام المُقبلة»، ولكنه أعرب عن أعتقاده بأنّ «ذلك لن يتم في الوقت القريب، وما زلت مُصرّاً على أنّ المخرج الوحيد هو حكومة الوحدة الوطنية، خصوصاً في هذا الظرف. لذلك، أعتقد بأنّ الحكومة لا يمكن أن تولد من دون إحياء ما لموضوع ال «س - س»، ومن دون ذلك لا أرى أي مشروع للتشكيل وأعتقد بأنّ كل الجهود التي تُبذَل الآن ستكون تضييعاً للوقت». وأكدت «الجماعة الإسلامية» و«تيار المستقبل» بعد لقاء في مركز الجماعة بحضور رئيس مكتبها السياسي عزام الأيوبي والأمين العام ل «المستقبل» أحمد الحريري، «ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة وفق الأطر الدستورية وبما يضمن قيام السلطات بدورها من دون تجاوز إحداها للأخرى».