أعلنت مؤسسة «الفن جميل» التي تهتم بالتراث والفنون، أن عمل الفنانتين عالية فريد وأسيل اليعقوب هو الفائز ضمن البرنامج الافتتاحي ل «الفن جميل للتكليفات الفنية: المجسمات». وسيُكشف في افتتاح مركز جميل للفنون بمنطقة الجداف، في خور دبي لاحقاً. يتطرق العمل الفني الفائز إلى علاقة الإنسان بالطبيعة، وتمثل تركيبته الفنية حديقة مجتمعية مكونّة من أشجار ونباتات مصنّعة وهجينة. جاء الإعلان عقب إطلاق» الفن جميل» دعوة للفنانين لاقت رواجاً كبيرا في خريف 2017 وحصدت العديد من الطلبات المتنوعة من أكثر من 57 دولة. وبالنظر إلى العدد الكبير من العروض التي تلقتها لجنة التحكيم، قررت هذه توسيع القائمة المختصرة لتشمل أربعة أعمال لمحمد كاظم، أناهيتا رزمي، ومنيرة الصلح، إضافة إلى عمل عالية فريد وأسيل اليعقوب. وقد طور كل من الفنانين الأربعة مفاهيمهم بشكل أكبر واستقرت مداولات لجنة التحكيم النهائية على اختيار الفنانتين من الكويت للفوز. وتفاعلاً مع التصميم الذي استوحته من الصحراء مهندسة المناظر الطبيعية أنوك فيغل لمركز جميل للفنون الجديد، سيحتوي تركيب عالية وأسيل (الحياة المعاكسة: حديقة نباتية من الضوء مخصصة للأشجار) على أشجار اصطناعية مضيئة، إضافة إلى أنواع نباتات أخرى مستوحاة من خيال الفنانتين. وسيعرض التركيب الفني، المبني على شرفة مرتفعة تربط بين جناحي مركز جميل للفنون، معلومات مفصلة عن النوع والمناخ لكل «نبات»، في محاكاة للمشتل الحقيقي. وسيتلقى كل من الفائزتين ميزانية إنتاج تقدر ب 70 ألف دولار لتنفيذ العمل الفني، إضافة إلى دعم مقدم من الخبراء المعماريين والمهندسين والتقنيين. وتضمنت اللجنة والتي عُيّنت من قبل «الفن جميل»، الكاتب والقيّم شومون باسار، والقيّمة المستقلة والمؤرخة الفنية ريم فضّة، وجيمس لينغوود المدير المشارك في «آرت آنجيل» وإلفيرا ديانجاني أوز كبيرة القيّمين في «كريتيف تايم» والمحاضرة في الثقافات البصرية في غولدسميث في جامعة لندن؛ والشيخة حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، إضافة إلى ممثّلين ل «الفن جميل». اختارت اللجنة هذا العمل لمعالجته المتأملة والناجحة لديناميات الموقع، وتفاصيل العمل التي تبحث في التنسيق البشري للطبيعة. وأفادت اللجنة في بيانها بشأن الاختيار: «أعجبنا بحث عالية فريد وأسيل اليعقوب البيئي والاجتماعي المتأمل والمدروس في تطوير العمل. فقد تعمق تركيب أسيل وعالية في دراسة الرموز الإقليمية، والحياة النباتية والثقافة العامة، إضافة إلى التصميم الخاص بمبنى مركز جميل للفنون بدبي. كما يتجاوب عرض الحياة المعاكسة أيضاً مع تغيرات المجتمع، ويوفر مساحة للتجمعات العامة والتأمل الشخصي، وهو أفضل ما يمكن أن يكون عليه أول تكليف فني لمركز ثقافي يضطلع بمهمة التفاعل مع جمهور متنوع وممارسات مفاهيمية». يقوم مركز جميل للفنون بدبي، الذي يمثل أحد أول وأهم المؤسسات الفنية المعاصرة في الإمارة، مساحة تتكون من ثلاث أدوار متعددة التخصصات من تصميم شركة «سيري أركيتكتس» للهندسة المعمارية بالمملكة المتحدة، يعنى بتقديم العروض المقيّمة وسيعمل كمركز للمبادرات التعليمية والبحثية. كما يحتوي المركز، الذي يقع على أطراف القرية الثقافية بدبي ويطل على خور دبي، على أكثر من 1200 متر مربع من المساحات المخصصة للمعارض، و300 متر مربع كمركز للبحوث بوصلات مفتوحة، ومساحات مرنة للاستوديو والفعاليات، وكافتيريا ومكتبة. وقالت أنطونيا كارفر المديرة التنفيذية «الفن جميل»: «سررنا للإقبال الكبير وجودة الطلبات التي تلقيناها في برنامج الفن جميل للتكليفات الفنية لدينا في عامه الأول، وأسعدنا قبول العديد من الفنانين التحدي والعمل باستخدام تكنولوجيا الإضاءة بطرق مبتكرة. ولذلك فنحن لا نوجه تهنئتنا لعالية فريد وأسيل اليعقوب فقط، بل نقدمها أيضًا لفناني القائمة المختصرة، الذين قدموا أفكاراً متنوعة وجذابة لأعمال جديدة ومهمة. إن برنامج الفن جميل للتكليفات الفنية يوسع نطاق التزامنا طويل الأمد بتشجيع الفنانين على ابتكار أعمال للمجال العام، ويسرنا أن هذا البرنامج سمح لنا بالعمل مع فنانتين واعدتين حيث يتواصل عمل عالية وأسيل مباشرة مع المجتمع». ويعّد برنامج الفن جميل للتكليفات الفنية السنوي أساسي لمنظومة برامج مركز جميل للفنون المستقبلية، ويعكس أهداف المؤسسة في أن تصبح مساحة استكشافية متعددة التخصصات. يركز البرنامج في دورته الثانية (2019) على سلسلة البحوث والمحاضرات، ويفتح باب التقديم من صيف 2018. كما سيستكشف في دورته الثالثة (2020) الرسم والفن. وبرنامج الفن جميل للتكليفات الفنية مفتوح للفنانين المولودين أو المقيمين في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وتركيا، إضافة إلى الفنانين من بقية أرجاء العالم المهتمين بهذه المناطق وعلى معرفة بها. وحتى إطلاق مركز جميل للفنون في دبي، تستضيف المساحة الموقتة لمشاريع الفن جميل في «السركال أفنيو» في دبي برنامجاً ديناميكياً نشطاً من المعارض، والمشاريع والخطابات والفعاليات. وقد قدمت المعارض السابقة أعمالاً للفنانين مها مأمون، وحازم المستكاوي، وباسل عباس، وروان أبو رحمة على سبيل المثال... وتتعاون مؤسسة الفن جميل مع مؤسسة «دلفينا» لتقديم العرض المقبل «خطة بغداد الكبرى»، وهو معرض فردي للفنانة آلاء يونس يتضمن عملاً فنياً كبيراً جديداً من تكليف المؤسستين. وسيقام في لندن حتى 24 آذار (مارس)، وفي دبي من الأول من آذار حتى 14 نيسان (أبريل). عالية فريد وأسيل اليعقوب ولدت أسيل اليعقوب عام 1986 وترعرعت في الكويت، حيث لا تزال تقيم وتعمل. حصلت على شهادة البكالوريوس في التصميم الداخلي والمكاني من جامعة تشلسي للفنون والتصميم. وبعد أربعة أعوام من العمل في مجال الهندسة المعمارية، حصلت على شهادة الماجستير في الفنون الجميلة من معهد برات للنحت. ترتكز أعمالها الفنية على الدراسة المتأنية لماضي الكويت وانعكاساته على الحاضر، باستخدام الحنين أداة للفكر النقدي، بدلًا من أن يكون مجرد توق إلى الماضي، فأعمال اليعقوب تدرس بأناة اختراع/ إعادة اختراع التراث والتقاليد في دولة قومية حديثة. وهو ما ينتج عنه عادة دراسة الحاجة البشرية إلى قصص قاطعة، وكيف للحكايات أن تجسد التاريخ. وعرض عملها في معرض حافة الجزيرة العربية (لندن)، بويلر روم (نيويورك)، معرض A1 (دبي)، ديزاين ترمينال (بودابست)، متحف الفن المعاصر (مدينة الكويت)، معرض الفن المعاصر (مدينة الكويت) ومعرض سلطان (مدينة الكويت). وألقت محاضرات عن عملها في مؤتمر نقاط العام 2015، و «فن أبو ظبي 2017». أما عالية فريد المولودة عام 1985، فتعمل في نقطة تقاطع تجمع بين الفن والهندسة المعمارية وعلم دراسة الأجناس البشرية في الحضر من خلال مقاطع الفيديو، والتركيبات المكانية والرسوم والوسائط الأخرى. حصلت على بكالوريوس الفنون الجميلة من مدرسة الفنون ببورتوريكو (سان خوان القديم)، ودرجة الماجستير في العلوم في الدراسات المرئية من برنامج الفنون المرئية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (كامبريدج) وماجستير في الآداب في علم المتاحف والنظريات النقدية من برنامج الدراسات المستقلة في متحف برشلونة للفن المعاصر (برشلونة). كانت عالية فريد القيمة على جناح الكويت في بينالي العمارة الدولي بدورته الرابعة عشر في بينالي البندقية. وأكملت برامج الإقامة في بيتا لوكال (سان خوان)، والبيت العربي بالاشتراك مع مؤسسة دلفينا (قرطبة)، و «متحف» المتحف العربي للفن المعاصر في الدوحة، ومعهد ديفيدوف للفنون (لا رومانا)، ومعارض سربنتين (لندن)، ومركز المدينة الدولية للفنون (باريس) ومركز مر.تين (بيروت). تتضمن عروضها السابقة والمقبلة المشاركة في بينالي ساو باولو في دورته الثانية والثلاثين (2016)، ومهرجان الفن المعاصر في دورته العشرين من سيسك بومبيا وفيديو برازيل (2017)، وعروض فردية في معرض نك-أرت، بوغوتا (2018) وغاليري إيمان فارس، باريس (2017). وتعيش عالية وتعمل في الكويت وبورتوريكو.