انضمّ المرشحان المعارضان لانتخابات الرئاسة الروسية، كسينيا سوبتشاك ويفغيني يافلينسكي، إلى حوالى 7 آلاف متظاهر ساروا في موسكو، في الذكرى السنوية الثالثة لاغتيال المعارض البارز بوريس نيمتسوف. وسار المتظاهرون من ساحة بوشكين في شارعَين رئيسَين في العاصمة، ثم تجمّعوا في ساحة مجهزة بأجهزة كشف عن متفجرات وأسلحة، انطلقوا بعدها إلى جسر مقابل للكرملين، حيث وضعوا باقات زهور وأضاؤوا شموعاً في موقع اغتيال نيمتسوف، الذي قُتل بخمس رصاصات في 27 شباط (فبراير) 2015. وتُعد تظاهرة موسكو الأضخم في 30 مدينة روسية سمحت السلطات بتنظيمها للمناسبة، وشارك فيها معارضون ليبراليون ومتظاهرون تحدّوا برداً قارساً، ورفعوا صور نيمتسوف وشعارات مثل «لن ننسى ولن نسامح»، و «روسيا من دون بوتين»، و «أنا ضد ضمّ القرم». كما أطقوا شعارات تطالب بانتخابات حرة وبإصلاحات سياسية، وبكشف القاتل الحقيقي للمعارض الروسي، لا الاكتفاء بالحكم على المنفذين. وُلد نيمتسوف عام 1959، وباشر حياته السياسية مطلع تسعينات القرن العشرين، فتولى منصب حاكم منطقة نيجني نوفغورود، التي تبعد 400 كيلومتر شرق موسكو، ثم منصب نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة، خلال حقبة الإصلاحيين الشباب، في عهد الرئيس الراحل بوريس يلتسين. وبعد الأزمة الاقتصادية التي ضربت روسيا في آب (أغسطس) 1998، تراجع نجم نيمتسوف والوزراء الشباب، لينتقل في عهد الرئيس فلاديمير بوتين إلى المعارضة. قاد نيمتسوف، إلى جانب ألكسي نافالني، احتجاجات قوية مناهضة ل «تزوير» الانتخابات البرلمانية عام 2011، وترفض إعادة انتخاب بوتين لولاية ثالثة عام 2012. وأسّس حركة «سوليدارنست» (التضامن) مع المعارض الروسي بطل العالم السابق للشطرنج غاري كاسباروف، واعتُقل أكثر من مرة. كما أزعج الكرملين بتحقيقاته حول الفساد في روسيا، وبتساهل الكرملين مع هذه الظاهرة، إضافة إلى نفقات مفرطة لتنظيم دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي عام 2014. وكان من معارضي الحرب في الشيشان، وضمّ القرم والحرب في أوكرانيا. ويقول أعضاء في حركته إنه كان يعتزم كشف تقارير صادمة في شأن الفساد ودور الجيش الروسي في نزاع أوكرانيا. وكانت محكمة روسية قضت صيف العام الماضي بالسجن 20 عاماً على الجندي الشيشاني السابق زور دادايف، بعد إدانته بإطلاق النار على نيمتسوف وقتله. كما حكمت على 4 آخرين دينوا لدورهم في الجريمة، بالسجن بين 11 و19 عاماً. وفي واشنطن، تنظم سلطات المدينة والبلدية مراسم تكريم للمعارض الروسي غداً، وتُطلق اسمه رسمياً على ساحة مقابلة للسفارة الروسية في العاصمة، وتدشّن لوحة تحمل اسمه.