تتوالى سقطات المسؤولين في قطر يوماً بعد آخر، فبعد وصف وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان المريخي، لإيران ب«الشريفة» وسط محفل عربي يضم دولاً متضررة من التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية، جاءت السقطة هذه المرة على لسان المستشار في الديوان الأميري رئيس تحرير صحيفة «العرب» القطرية عبدالله العذبة، الذي أيد فيها «علانية» زعيم الميليشيات الحوثية الانقلابية في اليمن عبدالملك الحوثي، داعياً إياه، صراحة، وفي سابقة هي الأولى منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية في اليمن، إلى استمرار ما يقوم به من انتهاكات تتناقض مع القوانين والأعراف الدولية كافة، ضارباً بدماء شهداء التحالف، ومنهم أبناء الشعب القطري، عرض الحائط، إبان وجود قطر ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. تصريحات وتغريدات العذبة لم تمر، إذ بادر المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني إلى تأكيد ما وصفه ب«محاسن الأزمة مع قطر»، مؤكداً، بتغريدة عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» اليوم (الأحد)، أن «من محاسن أزمة الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب مع قطر هو انكشاف إعلام الظل وخلايا عزمي الإلكترونية وعملهم المنظم ضد السعودية». وقال القحطاني: «سبق أن قلت إن من محاسن الأزمة مع سلطة قطر هو انكشاف إعلام الظل وخلايا عزمي الإلكترونية وعملهم المنظم ضد السعودية، أمس مستشار الديوان الأميري القطري والمسؤول عن الملف السعودي ينتصر للحوثي صراحة، ويثبت ما قلناه من خيانة السلطة لشهدائنا بالسعودية ودول التحالف وحربنا العادلة». وتفاعل مع تغريدة القحطاني المستشار بالديوان الملكي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية العربية السعودية تركي آل الشيخ، الذي كتب «كما قال أخي أبوخالد: سنوات ونحن نواجه تنظيم الحمدين في دعمهما وسائل إعلام معادية للسعودية وبنائهما شبكات اجتماعية وإعلامية تستهدف المملكة، كانوا يكذبون ونحن نعلم أنهم يكذبون، فكشفتهم الأزمة بوضوح، واليوم مستشار تميم ومسؤول السعودية يفضح خيانتهم في الحد الجنوبي وحقيقة نظرتهم إلينا». وفي القاهرة أوضح وزير الخارجية المصري الأسبق رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان المصري محمد العربي، أن «قطر تعاني من إشكالية مرضية، ونوعاً من أنواع الثقة الكاذبة، وبخاصة أنه يتبادر إليها الآن شعور بقدرتها على مواجهة الرباعي العربي». وقال العرابي في اتصال مع «الحياة» اليوم (الأحد) إن «هذه الثقة الزائفة تشير إلى عدم نضج القائمين على الأمر في الدوحة، وبخاصة أن المملكة العربية السعودية وبقية دول الرباعي العربي أعلنت مراراً أن الأزمة القطرية صغيرة جداً، وحتى الآن لم يتم التحرك في شكل قوي لمواجهة السلطات القطرية، حرصاً على مصالح الشعب القطري». ولفت إلى أن «تنظيم الحمدين في قطر يعشق - على ما يبدو - البيض الفاسد ويحرص على جمعه في سلة الدوحة، التي باتت رائحتها تزكم أنوف كل العرب، وهو نوع من الصبيانية وعدم النضج تتبعه الدوحة». وقال وزير الخارجية المصري الأسبق رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان المصري: «إن مدح أحد مستشاري الديوان الأميري القطري لزعيم ميليشيا الحوثي الانقلابية هو دليل إدانة، من الممكن توظيفه قانونياً ضد السلطات القطرية، وبخاصة أنه يتنافى مع كل القرارات الدولية المؤيدة للشرعية في اليمن، ومن الممكن أن يتسبب للدوحة الآن في عزلة دولية، إن تم تصعيده، وهو أمر خطر لا تدرك الدوحة عواقبه»، مضيفاً أن «هذا هو أسلوب الدوحة، فكما فعلت في مدح محمد مرسي، وما زالت تغدق أموالها على خلايا لإحداث انقسام في الشارع المصري، ومثلما فعلت في دعم إيران، وتمجيد يوسف القرضاوي، هي تتبع المنهج نفسه في دعم الحوثي، وهو أمر لو أراد الرباعي العربي التصعيد معها دولياً لوضعها في مأزق يدفع ثمنه في الأخير الشعب القطري، وهو ما يرفضه قادة الدول الأربع».