في اليوم الأول الذي تلى توصل مجلس الأمن لاتفاق يقضي بوقف النار في سورية ل30 يوماً، دارت اشتباكات عنيفة أمس بين قوات النظام السوري والفصائل المعارضة على أطراف الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، ما أدى إلى مقتل 19 مسلحاً من الجانبين، كما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأتت هذه المعارك، التي تزامنت وفق «المرصد» مع قصف وغارات لقوات النظام على الغوطة وإن بوتيرة أقل عما كانت عليه في الأيام الماضية، على رغم تبني مجلس الأمن قراراً بالإجماع يطلب هدنة «من دون تأخير» في محاولة لوضع حد لحملة التصعيد التي أوقعت أكثر من 500 قتيل خلال أسبوع. وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن أن «مواجهات عنيفة تدور بين الجانبين تتركز عند خطوط التماس في منطقة المرج التي يتقاسمان السيطرة عليها»، لافتاً إلى مقتل «13 عنصراً من قوات النظام وحلفائها مقابل ستة مقاتلين من جيش الإسلام»، أكبر فصائل الغوطة. ولفت «المرصد» إلى أن «هذه الاشتباكات الميدانية وهي الأعنف منذ مطلع الشهر الجاري أتت بعد تراجع وتيرة الغارات في الساعات الأخيرة، مقارنة بما كان الوضع عليه في الأيام الأخيرة». وتحاول قوات النظام «التقدم للسيطرة على كامل منطقة المرج التي يسيطر جيش الإسلام على عدد من القرى والبلدات فيها». ولم ينشر الإعلام الرسمي السوري تفاصيل عن هذه الاشتباكات، في وقت كانت قوات النظام استبقت حملة التصعيد على الغوطة منذ أسبوع بتعزيزات عسكرية مكثفة تنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق. وأشار القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش في تغريدة عبر موقع «تويتر» إلى «محاولات فاشلة لاقتحام الغوطة» متهماً قوات النظام ب «عدم الالتزام بالقرار الدولي». وأوقع القصف الجوي والمدفعي أمس على الغوطة المحاصرة، سبعة مدنيين وفق «المرصد» من بينهم أم مع طفليها، ما يرفع حصيلة القتلى منذ الأحد الماضي إلى 527 مدنياً بينهم 129 طفلاً. إلى ذلك، أكدت مصادر في «الدفاع المدني» السوري إن قوات النظام قامت بشن هجوم جوي وبري على الغوطة. وأضافت المصادر أن قوات النظام شنت هجومًا واسعًا على مدينة دوما وحرستا، وبلدات الشيفونية، وكفر بطنا، وحمورية، وسقبا، وبيت سوى، والمرج. ولفتت المصادر إلى أن قوات النظام واصلت أمس قصفها مناطق المعارضة في محافظتي إدلب وحماة، مستهدفة بلدة جسر الشغور في إدلب، وكفر زيتا في حماة بالمدفعية الثقيلة. وكان الفصيلان المقاتلان البارزان «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن» اللذان يسيطران على الغوطة أكدا التزامهما احترام قرار مجلس الأمن القاضي بوقف إطلاق النار مدة ثلاثين يوماً في سورية. وأعلن «جيش الإسلام» في بيان تعهده «بحماية القوافل الإنسانية التي ستدخل إلى الغوطة»، مشدداً في المقابل على «احتفاظنا بحق الرد الفوري لأي خرق» قد ترتكبه القوات النظامية. وفي بيان منفصل، أكد فصيل «فيلق الرحمن» على «التزامنا الكامل والجاد وقف إطلاق نار شامل وتسهيل إدخال كل المساعدات الأممية إلى الغوطة الشرقية»، لافتاً إلى «حقنا المشروع في الدفاع عن النفس ورد أي اعتداء». وذكرت وكالة أنباء «سانا» الرسمية أن «التنظيمات الإرهابية التكفيرية المنتشرة في الغوطة» استهدفت أمس ب21 قذيفة صاروخية حيَي باب توما والعباسيين في دمشق ومخيم الوافدين وضاحية الأسد السكنية في حرستا.