تفاوتت ردود الفعل الدولية والمحلية حول إخفاق «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) في اتخاذ قرار برفع إنتاجها خلال اجتماعها أول من أمس، بين معارض محذِّر من عدم القدرة على تلبية الطلب، ومؤيد اعتبر أنه حالَ دون انهيار أسعار السلع. ولفتت مصادر رفيعة المستوى في «أوبك» وفي صناعة النفط العالمية إلى أن السعودية ستنتج في تموز (يوليو) المقبل 10 ملايين برميل يومياً لتلبية الطلب العالمي المتوقع أن يزيد، مقارنة ب 8.8 مليون برميل يومياً في أيار (مايو) الماضي، على أن تخفض إنتاجها في آب (أغسطس) حين يُتوقع تراجع الطلب العالمي. وأشار أحد المصادر إلى أن الاجتماع أول من أمس كان شديد التوتر بسبب افتقار وزير النفط الإيراني بالوكالة محمد علي عبادي الذي ترأس الاجتماع إلى الخبرة في المجال النفطي. ولفت إلى تشبث الجزائر برفض أي زيادة في إنتاج المنظمة لأنها لا ترى أن ثمة نقصاً في المعروض العالمي من النفط. وقال محمد علي خطيبي، مندوب إيران لدى «أوبك»، لوكالة «رويترز» إن بلاده دافعت عن استقلال المنظمة. وأشار الى ضغوط قامت بها دول مستهلكة لرفع الانتاج. وأعلن الأمين العام ل «أوبك» عبدالله البدري، أن «السبب في فشل اجتماع المنظمة يرجع إلى خلافات اقتصادية» لا سياسية. وقال البدري في تصريح إلى وكالة «رويترز»: «نشعر الآن بعدم الرضا، لأننا لم نتوصل إلى قرار، لكن هذه ليست نهاية العالم... لم يكن (السبب) سياسياً، بل كان موقفاً اقتصادياً». وتابع: «واجهنا هذه الصعاب كثيراً في الماضي. بالطبع تمتعنا على مدى السنوات الست المنصرمة بجو يسوده الارتياح، والآن نشعر ببعض التوتر. آمل بأن نتغلب على ذلك». وأكد أن «سوق النفط العالمية تحظى بإمدادات وفيرة، وأن المنظمة ستراقب السوق عن كثب وتبلغ الدول الأعضاء بأي نقص في المعروض». وكان البدري قال بعد الاجتماع إن «الوزراء كانت لديهم أرقام مختلفة في شأن الطلب، لكن أوبك ليست في أزمة». وأوضح في جلسة ل «المنتدى الاقتصادي العالمي» في فيينا، أن «سعراً أعلى من 75 إلى 85 دولاراً للبرميل هو النطاق المقبول للنفط، بسبب التضخم». وأشار إلى أن من «الصعب جداً الوقوف على نطاق محدد، لكن التضخم... يعني أن نطاق 75 إلى 85 دولاراً الذي حددته أوبك في السابق كان في الماضي... الاضطرابات التي اجتاحت العالم العربي أضافت علاوة سعرية بين 15 إلى 20 دولاراً تقريباً لبرميل النفط». وفي المواقف، حذّر البيت الأبيض من أن «عرض النفط ليس كافياً لتلبية الطلب». ورأى وزير النفط الهندي إس جايبال ريدي، أن «إخفاق أوبك في الاتفاق على زيادة الإنتاج سيضر الاقتصادات الآسيوية التي تنفق كثيراً بالفعل لدعم الوقود». وقال في تصريح الى وكالة «رويترز» في إشارة إلى نتيجة اجتماع أوبك: «بما أننا رابع أكبر بلد مستهلك للنفط ومستورد صاف، فإننا نشعر بقلق بالغ بسبب هذا التطور السلبي للغاية». في المقابل، قال وزير النفط الفنزويلي رافائيل راميريز: «إذا زادت دول أوبك إنتاجها النفطي، فإن ذلك سيؤدي إلى انهيار الأسعار العالمية» وذلك بعدما ساهمت بلاده في إحباط اقتراح بزيادة سقف الإنتاج في اجتماع أوبك. وتؤيد فنزويلا منذ عقد ارتفاع أسعار النفط، بهدف تمويل برامج الإنفاق الاجتماعي للرئيس الاشتراكي هوغو تشافيز.