الباحثون عن المتعة والراحة وتجديد الطاقة والحيوية يبحثون دائماً عن الهواء العليل والمناظر الجميلة ، وخاصة عندما تكون بقرب البحار حيث يشاهدون تكسَّر الأمواج على شواطئها الرملية الساحرة.. وبلادنا تزخر والحمد الله بشواطئ ساحرة سواء على البحر الأحمر أو الخليج العربي . ولكن مما يثير التساؤل انتشار أكياس ونفايات البلاستيك في كثير من شواطئنا الجميلة مما يؤثر على منظر تلك الشواطئ ، ويؤدي على المدى الطويل إلى كثير من المشكلات البيئية . ولا شك ان البحر الأحمر والخليج العربي يتميزان بشواطئ رملية رائعة مع تنوع في الحياة البحرية ، كما ان البحر الأحمر يتميز بالشعاب المرجانية والأعشاب البحرية التي تعد منطقة بيئية فريدة من نوعها . كما أن البحر الأحمر والخليج العربي يشكلان موطناً دافئاً ومناسباً لكثير من السلاحف والأخطبوط وكثير من الأحياء البحرية ، التي تجتذبها الحياة الآمنة والغذاء المتوفر بشكل جيد ومناسب لكن منتجات البلاستيك وخاصة الأكياس البلاستيكية التي يحضرها رواد الشواطئ تسهم في زيادة التلوث البيئي في البحر أو أعلى الشاطئ . فعندما تصل هذه الأكياس البلاستيكية إلى مياه الشواطئ ، فإنها لا تشوه المنظر العام للشاطئ فقط ، بل إنها تكون مصدراً رئيسياً لتدمير البيئة البحرية ... لماذا ؟! لأن الطيور البحرية والأسماك والسلاحف والحيتان تبتلع هذه الأكياس البلاستيكية كمصدر من مصادر الغذاء المتوفرة هناك . وتشبه الأكياس البلاستيكية في مظهرها قناديل البحر ، مما يجعلها طعماً للكائنات البحرية التي تعتمد عليها كمصدر غذائي ، مما يؤدي إلى موتها . كما أن التصاق هذه الأكياس البلاستيكية بالمرجان والشعاب المرجانية يؤدي إلى اختناقها . ويمكن لهذه الأكياس البلاستيكية أن تعطل المراكب البحرية ، وتسد المضخات . أما إذا تطايرت هذه الأكياس البلاستيكية فإنها تلوث الأرض وتشوه المنظر العام ، وتشكل مصيدة للحيوانات البرية الصغيرة . يبقى أن نقول ان المواد البلاستيكية من المواد التي تتميز بصعوبة التحلل ، حيث يحتاج البلاستيك إلى حوالي 450 عاماً ليتحلل في البحر ، أما في البر فيحتاج إلى أكثر من ألف عام ( 1000عام) لكي يتفتت أو يتحلل . كما أن بعض أنواع الأكياس البلاستيكية تحتوي بعض العناصر الفلزية الثقيلة مثل الزئبق السام الذي يمكن أن يزيد تركيزه في أجسام الأسماك عند ابتلاعها لهذه الأكياس، وهذا يؤدي بالتالي إلى حدوث التسمم للإنسان عند تناول هذه الأسماك . ومن المواد البلاستيكية زجاجات المياه التي تدخل فيها بعض المركبات الكيميائية ومنها مركب ( بيسفينول) السام في صناعتها والذي له آثار سامة ، وخطيرة على وظائف المخ عندما يتم تحللها أو هضمها عند الإنسان . ويقول الباحثون إن هذا المركب السام يدخل في صناعة بعض أواني المائدة البلاستيكية ، وبعض أنواع فرش الأسنان . إن حماية البيئة هي مسؤوليتنا جميعاً ، فهل تتضافر الجهود من أجل أن تكون شواطئنا خالية تماماً من التلوث البيئي ، وخاصة من أكياس ونفايات البلاستيك من مختلف الأشكال والأنواع ؟