لم تغفل المجلة العربية في عددها الجديد، ما تشهده المنطقة العربية من تحولات سريعة وانتفاضات شبابية اندلعت شراراتها من الفضاء الشبكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما انعكس بظلاله على الثقافة العربية فقدّمت ملفاً لافتاً ناقش ما أحدثته وتحدثه هذه الثورات على مستقبل الثقافة العربية، سواءً تلك التي آتت أكلها أو تلك المقبلة. بدأ الملف من السعودية أولاً من خلال مشاركة نخبة من الدكاترة الذين عنوا بشكل أساس في كتاباتهم وكتبهم بالتحولات الثقافية منهم: الدكتور عبدالعزيز الخضر عبر مقال «خطاب ثقافي مختلف»، والناقدة سهام القحطاني في ما عنونته «ثورنة الثقافة وثقافة الثورنة»، والدكتور أحمد اللويمي فيما كتبه عن «الثورات العربية وغفلة النخبة»، وما خطّه محمد محفوظ عن «ربيع العرب... مستقبل الثقافة»، إضافة للدكتور محمد الهرفي، والزميل الدكتور علي الرباعي. ثم من خلال مشاركات عدد من الكتاب والمثقفين في غير قطر عربي منها مصر وسورية والأدرن والمغرب، اذ كتب محمد البشتاوي من الأردن عن رياح التغيير التي ترسم مستقبلاً ثقافياً جديداً، وكتب إبراهيم عبدي من سورية عن مستقبل الثقافة العربية تحت ظلال الثورة، وقدّمت المجلة العربية عنوانين مهمين من مصر والمغرب، حمل الأول اسم «ثقافتنا العربية حراك اجتماعي وسياسي»، والثاني «أمواج بشرية تقابلها بيانات فارغة». إضافة إلى ذلك لم يفت المجلة الوقوف عند ذكر رواد رحلوا عن المشهد الثقافي والأدبي منهم: عبدالله بن خميس، وعبدالله عبدالجبار، وخلدون النقيب، ومصطفى الشكعة. وفي افتتاحية العدد، كتب رئيس التحرير الدكتور عثمان الصيني تعدد مؤتمرات الحوار بين الأديان والثقافات، وتكرر مواضيعها، قبل أن يطالب بإنشاء مركز عالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، بما يعزز التقارب والتعايش السلمي بين الشعوب، في الوقت الذي ناقش فيه محمد وقيدي من المغرب حوار الثقافات في ضوء التوازن العالمي. وفي الدراسات كتب الدكتور عبدالعزيز السبيل عن الأديب عبدالله بن إدريس بين البحر والصحراء، وكتب أحمد الدمناتي عن البيئة الأندلسية في فضاء الإبداع، وتناول الدكتور محمد الملا في دراسته الحنين في شعر الخليجيات. فيما اشتمل العدد على تقرير مصور عن داغستان بوابة الثقافة العربية والإسلامية في الاتحاد الروسي، إضافة لأبواب المجلة الثابتة التي تعرض الكتب العربية والأجنبية الجديدة، وما يستجد من مواقع الشبكة العنكبوتية في شأن الثقافة والنشر، مع شذرات من الإبداع الشعري والقصصي. إلى ذلك، جاء الكتاب المرافق ليتحدث عن تاريخ شعر الهايكو الياباني القديم ومجالاته في وصف الطبيعة والحياة، وهو من ترجمة سعيد بو كرامي.