عرض المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في باريس أمس لنتائج جولته الشرق الأوسطية، وأكد خلال مؤتمر صحافي مشترك في مقر وزارة الخارجية الفرنسية ان هدف الإدارة الأميركية الحالية هو التوصل الى سلام متفاهم عليه بإنشاء دولة فلسطينية تتعايش جنباً الى جنب مع اسرائيل، وتوسيع النهج ليشمل سورية ولبنان ويؤدي الى تطبيع كامل. ولفت كوشنير من جانبه الى ان مفتاح الحل هو وقف الاستيطان، مؤكداً ضرورة تتبع مضمون خطاب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، رداً على خطاب الرئيس باراك أوباما الذي توجه عبره الى العالم العربي. وأشار ميتشل الى ضرورة استئناف مفاوضات مثمرة وبأسرع وقت ممكن، مشيرا الى ان تحقيق ذلك يتطلب جهوداً مشتركة تشمل الأطراف والولايات المتحدة وأوروبا وايضاً العالم العربي. وفي هذا الإطار، دعا الى «تطبيع كامل» للعلاقات بين اسرائيل وجيرانها، وإلى ايجاد ظروف ملائمة لاستئناف سريع للمفاوضات وتحقيق نتائج، بالاستعانة بمبادرة السلام العربية. وعما يمكن القيام به لدفع الأمور في ظل الأوضاع القائمة، قال كوشنير انه لا بد من القيام بخطوات صغيرة جداً، متسائلاً ان كان لا بد من مؤتمر دولي للسلام أو مؤتمرات دولية للسلام، مؤكداً ان كل ما يصب في خانة السلام ينبغي الإقدام عليه، وهذا موضع توافق مع ميتشل. وذكر كوشنير انه من الضروري العودة الى النهج السياسي لإنشاء دولة فلسطينية وتعميم هذا النهج على المسارات المختلفة. واضاف ان نتانياهو سيقوم «من حيث المبدأ» بزيارة لفرنسا في 24 الجاري. وأشار مصدر فرنسي مطلع الى ان ما لفت انتباه كوشنير خلال لقائه ميتشل هو عزمه، وبالتالي عزم ادارته الواضح، على التقدم باتجاه السلام الشامل. وذكر ان المحادثات أظهرت تطابقاً في الموقعين الاميركي - الفرنسي في شأن أهمية الشمولية والتقدم على المسارات المختلفة. وأضاف المصدر ان الجانبين الأميركي والفرنسي يعلقان أهمية على مضمون خطاب نتانياهو وما سيتضمنه بالنسبة الى الاستيطان أو ربما المستوطنات غير الشرعية. وعبّر عن اعتقاده بأن ميتشل لم يبدُ للجانب الفرنسي على علم مسبق بمضمون خطاب نتانياهو. وعن تفاصيل محادثات المبعوث الاميركي في دمشق، قال المصدر ان ميتشل وكوشنير لم يخوضا خلال لقائهما في تفاصيل الاستعدادات السورية.