«الحياة» تنشر نص كلمة الفريق أول ركن متقاعد صالح المحيا: بادئ ذي بدء، أتقدم لسموكم بخالص الشكر والتقدير على تفضلكم لرعاية هذا الحفل الكريم، وهذا التشريف ليس بمستغربٍ على سموكم الذي عودنا الوفاء، وعهدنا من سموكم دوماً الحرص على الالتقاء بكافة أطياف رجالات القوات المسلحة في كل المواقع، وما تشريف سموكم في هذا اليوم المبارك، إلا دليلٌ أكيدٌ على أن قيادتنا الرشيدة حريصة كل الحرص على النهوض برجالات القوات المسلحة، والحفاظ على أقصى درجات معنوياتهم حتى آخر لحظةٍ في تاريخ خدماتهم. يا صاحب السمو.. أيها الحفل الكريم.. خمسون عاماً أعتز بها أيّما اعتزاز، تشرفت خلالها بالعمل في وزارة الدفاع والطيران، وفي مختلف المواقع الميدانية والإدارية والتعليمية، خمسون عاماً من الخدمة في قواتنا المسلحة الغالية، كان ملؤها السعادة والاعتزاز والفخر، بقيمنا التي تعلمناها في هذه الوزارة الغالية، بشحذ الهمم في العطاء للوطن، والإخلاص والتفاني للحفاظ على المبادئ والأسس التي قامت عليها وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة، كما أنني أفتخر بكل الجهود التي بذلها زملائي والتي تعد لبنات فخرٍ في صروح قيمنا الشامخة، في قواتنا المسلحة وبلادنا الغالية المزخرفة برايتها التي تحمل كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله). سنون زاخرة بعلاقات متينةٍ، وصلاتٍ قويةٍ بكافة الزملاء السابقين والحاليين، كنا ولا نزال أهل رسالةٍ سامية، مناطُ بنا واجبُ عظيم وشرف لا يعادله شرف، وهو قيامنا بأمانة الحفاظ على أمن بلادنا الغالية كل في قطاع مسؤولياته. وحسبي أنني اجتهدت وجاهدت في العديد من الوظائف التي تدرجت بها حتى وصلت إلى منصب رئيس هيئة الأركان العامة، وقد أحاطني في هذا المنصب كوكبة من الزملاء الفضلاء الذين تقاعد منهم الكثيرون، وجاء بعدهم زملائي الحاضرون، وكانوا جميعاً قمةً في الوفاء والعطاء والتعاون والتفاني، من أجل خدمة قواتنا المسلحة والحافظ على ثرى وطننا العزيز. وهاأنذا أحط الرحال بعد سنين مضنية، وعمل زاخر لأجدها مناسبة غالية كي أقدم من الشكر أجزله، ومن الوفاء أوفاه، لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن العزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، الذي لم يألُ جهداً في تفقد أمور أبنائه العسكريين، والاطمئنان على أحوالهم، وما الأوامر الملكية الكريمة التي نال منها رجال القوات المسلحة النصيب الأوفر، إلا دليل أكيد على صدق توجهه حفظه الله تجاه أبنائه. وخالص الشكر والعرفان والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام، على ما حظيت به من مقامه الكريم من رعاية سامية، وتوجيهات سديدة، تعلمت من خلالها كم هذا الوزير رائع، وكم هذا الأمير جليل، وكيف استطاع سموه الكريم أن يحظى بالإعجاب والتقدير في كل توجيه كنت أتلقاه من سموه، وكل كلمة أسمعها منه عند اللقاء. يا صاحب السمو... إن العمل في منظومة وزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة جد جميل، كما أن العطاء فيها لا يشابهه أي عطاء، كيف لا، وكل واحدٍ من هؤلاء الرجال نذر نفسه وكافة منسوبيه للافتداء بدمائهم وأرواحهم من أجل أن يظل وطننا الغالي عزيزاً مهاب الجانب. وفي الوقت الذي أقف أمامكم جميعاً، ممتناً على تشريف سموكم وحضور جميع الزملاء، فإنني لأرجو الله صادقاً أن يحفظ الجميع بحفظه، وأن يوفقكم جميعاً بتوفيقه، كل فيما أوكل إليه من عمل. واعلموا يا صاحب السمو بأنني على العهد والوعد باقٍ، وعلى الوفاء لن أحيد، وسأظل أذكر كل رجل صادق مخلص منكم.