خرق نظام الأسد مجددًا قرار مجلس الأمن رقم 2118 القاضي بمنع استخدام الأسلحة الكيماوية وغازاتها السامة، حيث قامت قوات النظام باستهداف شمال الرستن في ريف حمص مستخدمة موادَّ كيماوية لم يتم التعرف على طبيعتها بعد، وسيطرت المعارضة على منطقة الصواغية المحاذية لبلدة الفوعة ذات الأغلبية الموالية للنظام السوري في ريف إدلب، عقب إعلانها مقتل أكثر من عشرين عنصرًا من قوات النظام في تفجير في حلب. معارك إدلب وفي التفاصيل سيطرت قوات جيش الفتح على عدة مواقع في محيط بلدة الفوعة بريف إدلب الشمالي، منها موقع فرن الدخان الثاني والخطوط الدفاعية الأولى بالقرية، كما سيطرت على حاجز الكهرباء ومنطقة الصواغية الإستراتيجية بشكل كامل، وعلى عدة نقاط في منطقة دير الزغب. وتعتبر منطقتا فرن الدخان والصواغية خط الدفاع الأول عن بلدة الفوعة من الجهة الشمالية الشرقية، بينما تعتبر دير الزغب خط الدفاع من الجهة الغربية، أي أن قوات جيش الفتح أصبحت على مشارف البلدة التي تضم مئات من المليشيات الإيرانية. وقال القائد العسكري في حركة أحرار الشام أبو مالك: إنهم قاموا بالتمهيد للمعركة بإطلاق أكثر من سبعمائة قذيفة على قوات النظام المتمركزة في الفوعة ومنطقة الصواغية، ومن ثم قاموا بالهجوم على مواقع المليشيات مما أجبرهم على ترك مواقعهم والهروب إلى داخل بلدة الفوعة بعد تحقيق إصابات مباشرة في صفوفهم. وأضاف أبو مالك إنهم استطاعوا قتل 12 جنديًا للنظام أثناء كمين محكم بالقرب من منطقة الصواغية بعد السيطرة عليها، مشيرًا إلى أن طائرات النظام الحربية لم تستطع مؤازرة القوات الموجودة على الأرض بسبب هطول الأمطار وقصف الرعد. مفاوضات وفشل وجاءت هذه المعركة بعد فشل المفاوضات بين حركة أحرار الشام الإسلامية والوفد الإيراني، وعدم التوصل إلى اتفاق بشأن بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب المحاصرتين من قبل قوات المعارضة السورية، ومدينة الزبداني بريف دمشق التي تحاصرها قوات النظام وحزب الله. ويقول القائد العسكري في جيش الفتح أبو خالد للجزيرة نت: «إن قوات النظام ومن خلفها إيران لا يمكن التفاوض معها إلا تحت نار المدافع، فالشروط التي تطلبها هي شروط مرفوضة تمامًا»، وأضاف: «إذا أرادوا التفاوض على تهجير أهل الزبداني فبيننا وبينهم ساحات المعارك». ويضيف أبو خالد: «ما سيحصل للزبداني ستراه إيران أمامها بالفوعة، فمصير أهالي الزبداني هو مصير الآلاف من مليشياتها في الفوعة وكفريا، وهناك شروط لنا في التفاوض لن نساوم عليها». من جهة أخرى تواصلت المعارك بين قوات جيش الفتح وقوات النظام في منطقة «أبو الظهور» بريف إدلب الشرقي وسهل الغاب بريف حماة، حيث تمكنت المعارضة المسلحة من تدمير دبابتين وعربة «شيلكا» لقوات النظام أثناء المعارك في بلدة خربة الناقوس بسهل الغاب. هجوم في حلب ودمرت قوات من المعارضة السورية المسلحة فجر امس مبنى كان يتواجد فيه عناصر من قوات النظام في حلب في حي سليمان الحلبي الذي شهد اشتباكات عنيفة بين الطرفين خلال الأيام الماضية. وقال المكتب الإعلامي التابع للجبهة الشامية -أحد فصائل المعارضة المسلحة-: إن تفجير المبنى أدى لمقتل نحو عشرين عنصرًا من قوات النظام بينهم ضابط، وإن العملية تمت عبر تفجير نفق تحت المبنى تم حفره من قبل مقاتلي المعارضة. وبعد التفجير احتدمت الاشتباكات بين الطرفين مستخدمين الأسلحة المتوسطة في وقت قصفت قوات النظام من ثكنة هنانو حيي كرم الجبل والصاخور بالمدفعية، الأمر الذي أحدث أضرارًا مادية في المنطقتين دون وقوع إصابات بين المدنيين. حرب شوارع وفي السياق، خاض تنظيم داعش ومقاتلو المعارضة أمس «حرب شوارع» جنوبدمشق وذلك في أقرب نقطة يصلونها حتى الآن من العاصمة، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان الاشتباكات دارت في حي القدم احد الاحياء الجنوبيةلدمشق حيث بسط التنظيم المتطرف سيطرته على حيين خلال اليومين الماضيين. وأضاف مدير المرصد: «إن هذه المنطقة هي أقرب نقطة يصلها التنظيم من مركز العاصمة» مشيرًا الى مقتل 15 مقاتلًا من الجانبين خلال المعارك التي اجبرت السكان على الفرار. وقدم جهاديو التنظيم من منطقة الحجر الاسود المجاور حيث يتواجدون منذ يوليو 2014. وأكد مصدر أمني لوكالة فرانس برس الاقتتال بين الجانبين، وقال: «إنهم يتقاتلون سويًا وهذا يفرحنا ونحن متنبهون في حال حدوث اي امتدادات نحو المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية». ويستخدم التنظيم منذ طرده من الغوطة الشرقية حي الحجر الاسود كقاعدة من اجل شن هجومه ضد العاصمة، المعقل القوي للنظام السوري. خرق اسدي من جهته، جدد الائتلاف الوطني إدانته لأي استخدام للأسلحة الكيماوية مشدداً على ضرورة التحقيق فيها باعتبار أن استخدام هذه الأسلحة يمثل خرقاً للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن وانتهاكاً لاتفاقية جنيف. كما طالب الائتلاف بسرعة تفعيل قرار مجلس الأمن رقم 2235 القاضي بإنشاء آلية تحقيق مشتركة لتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا. تدمير الآثار وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن تنظيم «داعش» دمر جزءاً من معبد تاريخي في مدينة تدمر السورية. وتابع المرصد إن المتشددين استهدفوا معبد «بعل» الذي يعود للعصر الروماني بالمدينة الصحراوية الواقعة بوسط سوريا. وهذا ثاني معبد يستهدفه تنظيم «داعش» في تدمر هذا الشهر، وكان التنظيم قد فجر عبوات ناسفة في معبد «بعل شمين» القديم في 25 أغسطس في خطوة وصفتها منظمة التربية والعلم والثقافة «يونسكو» بأنها جريمة حرب استهدفت محو رمز من التراث الثقافي السوري المتنوع. وأضاف المرصد السوري مستنداً إلى مصادره بالمدينة إن حجم الضرر الذي لحق بالمعبد لم يعرف بعد. وأفاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بحدوث تدمير في المعبد الذي يعد واحداً من أهم الأبنية في تدمر.