الرياض - «الحياة» - أبدت المملكة العربية السعودية أمس أسفها وألمها لما يواكب الأحداث في عدد من الدول العربية من قتل للأنفس وإراقة للدماء، وأعربت بشكل خاص عن ألمها لما يتعرض له اليمن من أحداث عنف ترتب عليها سقوط قتلى وجرحى. وقال بيان نقلته «وكالة الأنباء السعودية» في ختام اجتماع لمجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إن المجلس استمع إلى تقارير عن مجريات الأحداث في عدد من الدول العربية، وأعرب عن أسفه وألمه لما يواكب تلك الأحداث من قتل للأنفس وإراقة للدماء». وأضاف البيان: «كما عبر المجلس في هذا الشأن عن ألم المملكة العربية السعودية لما يتعرض له اليمن من أحداث عنف ترتب عليها سقوط القتلى والجرحى، وأهاب بكل الأطراف ضبط النفس وتحكيم العقل لتجنيب اليمن مخاطر الانزلاق إلى المزيد من العنف والاقتتال، سائلاً الله سبحانه أن يحفظ اليمن وأن ينعم على شعبه العزيز بالأمن والاستقرار، وبالشفاء العاجل للمصابين، والمغفرة والرحمة لمن سقطوا جراء هذه الأحداث المؤلمة». وأكد مجلس الوزراء «استمرار المملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في بذل كل ما من شأنه مساعدة اليمن في التوصل إلى حل سلمي يوقف هذا الاقتتال ويحقق المصالح العليا ويحول دون تدهور الأوضاع، معرباً عن أمله بأن يتم توقيع المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية من جميع الأطراف، لتجاوز الأزمة بما يحفظ للجمهورية اليمنية أمنها واستقرارها ووحدتها». وفي صنعاء، أكد نائب الرئيس اليمني الفريق عبد ربه منصور هادي أن الرئيس علي عبدالله صالح سيعود قريباً إلى اليمن من الرياض بعد تماثله للشفاء، ليمارس مهماته الدستورية كرئيس للبلاد، وذلك في أول ردّ من هادي على تهديدات أطلقتها أحزاب المعارضة بأنها ستمنع صالح من العودة، وأنها مستعدة للتفاوض مع نائبه على انتقال سلمي للسلطة في غيابه. جاء ذلك خلال ترؤس هادي اجتماعاً موسعاً لأعضاء اللجنة العامة لحزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم والوزراء والقيادات السياسية في الحكومة، كرس لبحث التطورات في البلاد. وأعلن نائب الرئيس أنه تواصل مع علي صالح هاتفياً مؤكداً أنه في تحسن وتعاف وسيعود خلال الأيام القادمة. وفي هذا السياق أكدت ل «الحياة» مصادر في الحزب الحاكم انه على استعداد لبحث تفعيل المبادرة الخليجية بعد عودة الرئيس مع جميع قيادات الدولة الذين يتلقون العلاج في المستشفيات السعودية. وأضاف المصدر أن «المؤتمر لم يتنصل من اتفاق المبادرة الخليجية الذي وقعه ممثله وحلفاؤه إلى جانب ممثلي أحزاب اللقاء المشترك وشركائه»، وقال إن «المبادرة لا تزال تمثل أرضية أساسية تبنى عليها كل الإجراءات والترتيبات السياسية من جميع الأطراف لإنهاء الأزمة الراهنة وإخراج البلاد من تداعياتها الخطيرة». إلى ذلك شهت العاصمة صنعاء هدوءاً حذراً أمس في اليوم الثاني لوقف إطلاق النار بين القوات الحكومية ومقاتلي الشيخ صادق الأحمر، وتشكيل لجنة حكومية للإشراف على رفع حواجز القوات الأمنية من مناطق الاشتباكات وإخراج المسلحين القبليين من المباني والمقرات الحكومية وتثبيت وقف إطلاق النار. ورغم سريان الهدنة إلا أن مكتب الشيخ الأحمر اتهم قناصة من القوات الحكومية بقتل ثلاثة من أنصاره بالقرب من منزله بحي الحصبة، معتبراً ذلك خرقاً خطيراً للهدنة.