ينظم طلاب في أنحاء الولاياتالمتحدة مسيرات احتجاج تطالب بتشديد قوانين امتلاك أسلحة، بعد مقتل 17 طالباً في فلوريدا برصاص زميلهم السابق نيكولاس كروز، الذي وصفه زوجان تبنّياه بعد وفاة والدته ب «وحش». وانضم طلاب مدرسة مارجوري ستونمان دوجلاس الثانوية في باركلاند، حيث وقعت المجزرة، إلى طلاب آخرين على مواقع التواصل الاجتماعي، للتخطيط لتجمعات وتنظيم «مسيرة من أجل حياتنا» في واشنطن، في 24 آذار (مارس) المقبل، تطالب بتشديد الأمن في المدارس والاهتمام بالصحة العقلية للتلامذة، وبحضّ أعضاء الكونغرس على سنّ قانون تحدّ من امتلاك السلاح. وذكر البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب يعتزم عقد «جلسة استماع» لطلاب مدارس ثانوية ومعلّميها، فيما تعهد ديموقراطيون مضاعفة جهودهم لمواجهة معارضين لسنّ قانونٍ يقيّد بيع السلاح. وكتب توم بيريز، رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي، على موقع «تويتر»: «نحن قادة هذه البلاد، ويُفترض أن نحافظ على سلامة أبنائنا الذين خذلتهم بلادنا مرة تلو أخرى». وينتقد الطلاب تساهل ساسة، بينهم ترامب، في التعامل مع خطر امتلاك سلاح، وكذلك مكتب التحقيقات الفيديرالي «أف بي آي»، لإغفاله إشارات كان يمكن أن تمنع ما حدث. وقالت طالبة من كونيتيكت إن «الوقت حان لنتخذ موقفاً». وجمعت أكثر من 50 ألف توقيع إلكتروني، على التماس يدعو طلاب الثانويات إلى تنظيم مسيرات في 20 نيسان (أبريل) المقبل، كما حضّتهم على تنظيم احتجاجات بدل حضور الفصول الدراسية، في الذكرى 19 لإطلاق نار جماعي في ثانوية كولومبيين في ولاية كولورادو. إلى ذلك، أعرب الزوجان جيمس وكيمبرلي سنيد عن صدمتهما لأن «وحشاً عاش تحت سقفهما». وكانا توليا رعاية الجاني نيكولاس كروز (19 سنة)، بعد وفاة أمه بالتبنّي، ووصفاه ب «غريب الأطوار، لكنه مرح»، وأشارا إلى أنه كان صديقاً لابنهما. وقال جيمس (48 سنة)، وهو من قدامى المحاربين ومحلل في جهاز الاستخبارات العسكرية، إنه كانت لكروز عادات غريبة في الأكل والنوم، مستدركاً أنه التزم «قواعد حددتها له». وأضاف: «»كان ساذجاً جداً. لم يكن غبياً». وذُهلت كيمبرلي سنيد (49 سنة) لأن «هذا الوحش كان يعيش معنا، ولم نرَ هذا الجانب منه». ورجّحت أنه كبر من دون أن يتعلّم تنفيذ الأعمال المنزلية الاعتيادية، إذ لا يتقن الطبخ أو الغسيل، وحتى بديهيات النظافة. وذكرت أنه كان يبدو وحيداً ومكتئباً لوفاة أمه، وأنها اصطحبته إلى معالج نفسي، قبل أيام على الحادث، وقال إنه مستعد للعلاج إذا حصل على تأمين صحي. وامتلك كروز مجموعة أسلحة، بينها بندقيتان وخناجر. ولم يجد الزوجان الأمر غريباً، لأنهما يملكان أسلحة أيضاً. وهو طُرد من مدرسته لأسباب تأديبية، وكان مهووساً بالسلاح، وسبق أن وُصف بأنه تهديد محتمل لزملائه. كما أراد الالتحاق بسلاح المشاة في الجيش الأميركي، بعد لقائه مدرّباً عسكرياً. وبعد المجزرة التقى الزوجان بالجاني في مكتب الشرطة، مكبلاً ومحاطاً بشرطيين، فقال لهما: «أنا آسف». وأشارا إلى أنه بدا تائهاً.