اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) بالتقصير في منع مجزرة مدرسة باركلاند في ولاية فلوريدا، لا سيّما أن شرطة الولاية كانت حققت مع الجاني نيكولاس كروز عام 2016. كما انتقدت طالبة نجت من المجزرة، ترامب لصلات محتملة بالجمعية الوطنية للأسلحة النارية، فيما تجمّع مئات في الولاية مطالبين بخطوات عاجلة لضبط السلاح. وكان ترامب عاد جرحى مجزرة ثانوية «مارجوري ستونمان دوغلاس» في فلوريدا الجمعة، وكتب على موقع «تويتر»: «مؤسف أن يتجاهل «أف بي آي» كل المؤشرات التي كانت تحيط بمطلق النار، هذا ليس مقبولاً. تُمضون وقتاً طويلاً في محاولة إثبات تواطؤ روسي في حملتي (الانتخابية). ليس هناك أي تواطؤ! عودوا إلى القواعد واجعلونا نفخر بكم»، علماً أن المحقق الخاص روبرت مولر يدير التحقيق في هذا الملف، لا «أف بي آي». كما انتقد الحزب الديموقراطي، إذ سأل «لماذا لم يتبنّوا قانون مراقبة الأسلحة عندما كانوا يسيطرون على مجلسَي النواب والشيوخ في عهد إدارة (الرئيس السابق باراك) أوباما»؟ أتى ذلك بعدما تجنّب الرئيس الإشارة إلى قانون امتلاك السلاح، مبرّراً المجزرة بمشكلات عقلية يعاني منها القاتل. لكن نائبه مايك بنس أكد أن ترامب يضع قضية الأمن في المدارس في البلاد على رأس أولويات إدارته، وتابع: «سنفهم حقيقة ما حدث، وستدرس الإدارة تزويد السلطات المحلية ما تحتاجه للتعامل مع أشخاص يعانون من اعتلال عقلي خطر». وكشفت المجزرة خللاً خطراً في عمل «أف بي آي» الذي أقرّ بتلقيه اتصالاً من قريب للقاتل نيكولاس كروز (19 سنة)، في كانون الثاني (يناير) الماضي، يشير إلى سلوكه المنحرف ونيته ارتكاب عملية قتل. لكنه لم ينقل هذه المعلومة إلى مكتب ميامي، في تصرّف اعتبره مسؤولون في المكتب مخالفاً لقواعد العمل، ودفع الحاكم الجمهوري لفلوريدا ريك سكوت إلى المطالبة باستقالة كريستوفر راي، مدير «أف بي آي»، كما أمر وزير العدل جيف سيشنز بمراجعة إجراءاته في هذا الصدد. وأفاد تقرير صحافي بأن الجاني كان خضع عام 2016 لتحقيقات من الشرطة ومسؤولي الولاية، بعد تسجيلٍ مصوّر نشره على تطبيق «سنابشات»، جرح فيه ذراعه، وقال إنه يريد شراء بندقية. لكن السلطات خلصت يومها إلى أنه يتلقى رعاية نفسية كافية من خبراء الصحة العقلية ومن مدرسته، ولا يشكّل خطراً. وكانت والدته بالتبنّي «طلبت من الشرطة مراراً مساعدتها في السيطرة عليه، بسبب نوبات غضب تصيبه وتهديداته وسلوكه المدمر». في السياق ذاته هاجمت إيما غونزاليس (18 سنة)، وهي طالبة ناجية من المجزرة، علاقة مفترضة بين ترامب والجمعية الوطنية للأسلحة النارية، إذ قالت خلال تجمّع ضد الأسلحة في فلوريدا لجميع «الساسة الذين تلقوا تبرعات من الجمعية: عار عليكم!». وأضافت: «إذا قال لي الرئيس شخصياً إن (ما حدث) مأساة فظيعة، ولا يمكننا فعل شيء حيالها، سأسأله كم تقاضى من الجمعية الوطنية للأسلحة؟ أنا أعرف: 30 مليون دولار». وسألته: «هل هذه قيمة الأفراد بالنسبة إليك؟».