يترقب فريق بحثي سعودي، الحصول على براءة اختراع، قد تشكل «أملاً» في القضاء على بكتيريا «إي كولاي»، التي ظهرت قبل أيام في عدد من الدول الأوروبية. واستفاد الفريق من تقنية «النانو» في ابتكار مواد جديدة من أنابيب الكربون «النانوية» مطعمة بمواد «نانوية» عضوية وغير عضوية، مثل ذرات الفضة، التي بإمكانها القضاء على هذه البكتيريا، في غضون 10 ثوانٍ. وقال عضو الفريق أستاذ الفيزياء الدكتور أمجد خليل، في تصريح ل «الحياة»: «نعتقد أن المادة التي طورناها قد يكون لها تأثير على البكتيريا الجديدة، وهذا قائم على تخمين علمي، من خلال معرفتنا بتركيبة المادة، إضافة إلى تأثيرها على البكتيريا العادية»، مضيفاً «أجرينا تجارب على البكتيريا العادية، وأدت إلى قتلها. وكانت نسبة النجاح مئة في المئة، وهي التي قدمنا عليها براءة في مكتب براءات الاختراع العالمية في أميركا، وأنهينا إجراءات التسجيل المبدئي لها قبل نحو ثلاثة أشهر». وأوضح خليل، أن هناك «فرقاً كبيراً بين البكتيريا العادية والمُطورة. ولكننا نأمل أن تكون الطريقة التي طورناها تقضي على المُطورة». وذكر أن الأخيرة «قاتلة، والعمل معها يكون من خلال مؤسسات، لديها القدرة على التعامل مع هذا النوع من البكتيريا»، مضيفاً «في حال عرض علينا العمل عليها وفحصها، سنقبل ذلك من حيث المبدأ، لأننا نحاول إثبات قدرة المادة التي توصلنا إليها على قتل البكتيريا الجديدة أيضاً»، مبيناً أن «البكتيريا يمكن تنميتها في المختبرات، وإجراء التجارب عليها». وأبان أن ابتكارهم «خطوة في إثبات دور المواد المصنعة من أنابيب الكربون المتناهية الصغر، التي يتراوح قطرها بين 10 و20 نانوميتر، في قتل الخلية البكتيرية، من طريق اختراق هذه الأنابيب الكربونية المُعدلة كيماوياً للخلية البكتيرية بكل سهولة، ما يؤدي إلى إحداث تغيرات فسيولوحية فيها، وموتها لاحقاً». وأضاف أن «لهذه المواد النانوية المكتشفة قدرة فائقة على قتل البكتيريا بصورة مباشرة، إذا تم تعريضها لبعض الموجات الإشعاعية». وتتلخص فكرة الاختراع في «إنتاج نوع جديد ومطور من أنابيب الكربون النانوية، وتطعيمها بمواد نانوية عضوية وغير عضوية، ثم تعريضها لمصدر إشعاعي، لفترة تتراوح بين خمس و10 ثوان، ما يؤدي إلى امتصاص الحرارة المنبعثة من المصدر الإشعاعي (مثل موجات المايكروويف)، ثم تحويلها إلى حرارة مركزة في جسم الخلية البكتيرية، ما يؤدي إلى إحداث تغيير في خواص الخلية الفسيولوجبة في فترة قصيرة جداً، لا تتعدى بضع ثوان، والذي يؤدي بدوره إلى قتل البكتيريا». وذكر أن بعض أنواع هذه البكتيريا «مفيد ويعيش في أمعاء الإنسان، فيما هناك أنواع أخرى ضارة»، مبيناً أن بعضها تأتي من «المياه الملوثة بالصرف الصحي، الذي قد يحوي هذا النوع من البكتيريا». وأوضح أن «تجارب الفريق العلمي أجريت على هذا النوع، وتوصل للقضاء عليه»، مبيناً أن «النوع المطور غير معروف لدى العلماء، وقد أطلق بعضهم عليه اسم «فيروس». وهناك دراسات حديثة أثبتت وجود مكونات فيروسية في هذا النوع». كما تستخدم تطبيقات اكتشاف الفريق، في تعقيم مياه الشرب، ومعالجتها وتنقيتها من الملوثات، إضافة إلى المجال الطبي كعلاج الأورام السرطانية، إذ يتم حقن هذه المواد «النانوية» المُطورة والمُعدلة كيماوياً وفيزيائياً في داخل الورم، مثل سرطان الكبد، ثم يتم تسليط موجات الميكرويف كمصدر إشعاعي، ما يساعد على إزالة الورم بصورة كاملة، من دون إلحاق الأذى في الخلايا السليمة. ويضم الفريق البحثي في مركز «تميز أبحاث تقنية النانو»، إضافة إلى خليل، الأستاذ المساعد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في قسم الهندسة الكيماوية الدكتور معتز عطية، والأستاذ المشارك في قسم الهندسة الميكانيكية الدكتور طاهر لاوي، وطالب الماجستير في الجامعة المبتعث من شركة «أرامكو السعودية» المهندس سامر الحكمي. وتوقع خليل، صدور الرد على طلبهم المقدم لمكتب براءة الاختراع الأميركي «بعد سنة أو سنتين»، مشيراً إلى أن الفريق «لا يفكر الآن في تسويق المنتج، في انتظار النتائج النهائية للبراءة»، نافياً وجود أي اتصالات مع جهات خارجية حول المنتج الجديد.