حقق فريق بحثي بمركز تميز أبحاث تقنية النانو في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إنجازا علميا جديدا في مجال التطبيقات الحيوية لتقنية النانو يتمثل في ابتكار مواد جديدة من أنابيب الكربون النانوية مطعمة بمواد نانوية عضوية وغير عضوية مثل ذرات الفضة تقضي على بكتيريا (إيكولاي E. Coli). والاسم العلمي لهذه البكتيريا هو بكتريا ايشيريشيا كولاي Escherichia coli وهي بكتريا شائعة، حيث تعد جزءاً من الميكروفلورا للقناة الهضمية في جسم الإنسان بصفة طبيعية, ولكن يوجد عدد محدد منها يسبب بعض الأمراض الخطيرة التي قد تؤدي إلى الوفاة. وأوضح الفريق البحثي أن هذا الإنجاز هو خطوة متميزة في إثبات دور المواد المصنعة من أنابيب الكربون المتناهية الصغر التي يتراوح قطرها من 10 إلى 20 نانوميتر في قتل الخلية البكتيرية عن طريق اختراق هذه الأنابيب الكربونية المعدلة كيميائيا للخلية البكتيرية بكل سهوله مما يؤدي إلى إحداث تغيرات فسيولوحية فيها وبالتالي موتها. وافاد الفريق العلمي أن بعض جوانب هذا الإنجاز يعد سبقاً علمياً على مستوى عال، حيث أن لهذه المواد النانوية المكتشفة قدرة فائقة على قتل بكتيريا الإيكولاي بصورة مباشرة إذا تم تعريضها لبعض الموجات الإشعاعية . وذكر الفريق البحثي أن أول استخدام لتقنية الاجتثاث بموجات المايكرويف Technology Microwave Ablation كان في المركز الطبي ومركز علاج السرطان بمستشفى سان دييجو بولاية كالفورنيا بأمريكا. وقد قام الفريق العلمي بتقديم براءتي اختراع تتعلق بهذا الانجاز لمكتب براءات الاختراع العالمية بأمريكا وتم الانتهاء مؤخراً من إجراءات التسجيل المبدئي لها. وتتلخص فكرة الاختراع بإنتاج نوع جديد ومطور من أنابيب الكربون النانوية وتطعيمها بمواد نانوية عضوية وغير عضوية مثل ذرات الفضة ثم تعريضها لمصدر إشعاعي لفترة 5 ال 10 ثوان مما يؤدي إلى امتصاص الحرارة المنبعثة من المصدر الإشعاعي (مثل موجات المايكروويف) ثم تحويلها إلى حرارة مركزة في جسم الخلية البكتيرية مما يؤدي إلى إحداث تغيير في خواص الخلية الفسيولوجبة في فترة قصيرة جداً لا تتعدى بضع ثوان والذي يؤدي بدوره إلى قتل البكتيريا. ومن أهم التطبيقات لهذا الاكتشاف هو استخدام هذه التقنية في تعقيم مياه الشرب ومعالجتها وتنقيتها من الملوثات, بالإضافة إلى تطبيقات أخرى تشمل المجال الطبي كعلاج الأورام السرطانية, حيث يتم حقن هذه المواد النانوية المطورة والمعدلة كيميائيا وفيزيائيا في داخل الورم السرطاني كسرطان الكبد مثلاً ثم يتم تسليط موجات الميكرويف كمصدر إشعاعي مما يساعد بإذن الله على علاج وإزالة الورم بصورة كاملة دون إلحاق الأذى بالخلايا السليمة. الجدير بالذكر أنه قد تم قبول ترشيح هذا البحث لعرضه في المؤتمر العلمي لطلاب وطالبات التعليم العالي 2011، الذي سيقام في مدينة جدة في الفترة من 23 الى 26 من شهر ربيع الاخر القادم.