قندهار، كابول – أ ف ب، رويترز - اكد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس امس، ان الانسحاب التدريجي للقوات القتالية الأميركية من أفغانستان، المقرر ان يبدأ الشهر المقبل، سيتم بشكل مسؤول، ولن يعرض أيّاً من قوات الائتلاف أو القوات الأفغانية لمجازفات هي في غنى عنها. وسيصدر الجنرال الاميركي ديفيد بترايوس قائد القوات الأجنبية في أفغانستان، التي يبلغ قوامها 150 ألف فرد تقريباً، توصياتٍ للرئيس باراك أوباما بشأن حجم القوات التي سيجري سحبها، وذلك بعد وعد أوباما في العام الماضي ببدء إعادة القوات الأميركية الى بلادها. ويتكتم مسؤولو وزارة الدفاع (البنتاغون) والبيت الأبيض حول حجم الانسحاب المبدئي. ويتوقع أن يعلن أوباما قراره في وقت ما من منتصف تموز (يوليو) المقبل. وقال غيتس إن خطوات كبيرة تمت في مجال تدريب العدد الكافي من عناصر الشرطة والجيش الأفغانيين، بما يكفي بشكل يتيح الانسحاب التدريجي والذي سينتهي بانسحاب كل القوات الأجنبية بحلول نهاية 2014 طبقاً لاتفاق تم التوصل إليه خلال قمة لحلف شمال الأطلسي في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقال غيتس خلال تفقده قاعدة عمليات التحالف في ولاية قندهار جنوب، إن «السؤال هو: ما العدد الذي يمكن سحبه؟ وما المخاطر المصاحبة لذلك؟». وأضاف: «أعتقد أن الجنرال بترايوس سيطرح مجموعة من الخيارات. وأنا واثق كل الثقة في أن القرار المتخذ سيكون قراراً مسؤولاً». وفي الوقت الذي يروج فيه قادة عسكريون أميركيون لنجاحهم في هجماتهم على الجنوب، يقول بعض المسؤولين الحاليين والسابقين، إن اوباما من الممكن ان يعلن انسحاب 10 آلاف جندي على الأقل. لكن بعض أعضاء الكونغرس والمحللين في الولاياتالمتحدة، شككوا في سلامة الخطوة المتمثلة في سحب القوات مباشرة بعد تحقيق مكاسب أمنية، ومع وجود شكوك إزاء قوات الأمن الأفغانية التي تفتقر إلى ما يكفي من المعدات والتدريب. وعندما سئل عن تفاصيل الانسحاب، قال غيتس إن من المرجح ان تبدأ المناقشات عندما يعود من رحلته الحالية، وهي الرحلة الثانية عشرة والأخيرة الى أفغانستان كوزير للدفاع. وفي حين قال إن هناك تقدماً في «الحد من إمكانات طالبان»، فإن حجم الانسحاب ومداه سيتحددان طبقاً للظروف على أرض الواقع. كما لمح غيتس إلى أنه سيفضل بقاء القوات الموجودة على الخطوط الأمامية. وقال غيتس الذي يتقاعد نهاية الشهر الجاري: «إذا كان القرار بيدي لتركت الرماة آخر مرحلة». ويتزامن سحب القوات الأميركية مع إدراك متزايد للحاجة إلى تسوية سياسية تتضمن اجراء مفاوضات مع «طالبان» وغيرها من حركات التمرد المستعدة لنبذ العنف والعلاقات مع تنظيم «القاعدة». وتجري محاولات بطيئة لإقامة اتصالات مع «طالبان»، بشكل يؤدي في نهاية الأمر الى محادثات عملية بدرجة أكبر، لمدة أكثر من سنة. من جهة أخرى، اعلن حلف شمال الاطلسي أن اثنين من افراد القوة الدولية (ايساف) التي يقودها في افغانستان، قُتلا عندما تحطمت مروحية أقلَّتهم في منطقة مضطربة شرق البلاد امس، فيما أعلنت «طالبان» إسقاطها المروحية. وقال الميجر البريطاني تيم جيمس، الناطق باسم «إيساف»: «ليس لدينا معلومات عن وجود اي نشاط معاد في المنطقة وقت الحادث». وأعلنت «ايساف» أن اثنين من افرادها قتلا في الحادث، ولم تقدّم المزيد من التفاصيل. وقال الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد، إن احد مقاتلي الحركة أسقط المروحية في منطقة ساباري في ولاية خوست، التي لا تبعد كثيراً عن الحدود مع باكستان، مستخدماً قذيفة صاروخية. وقال سكان في ساباري إنهم شاهدوا النار تشتعل في المروحية، وإن دخاناً أسود خرج منها قبل تحطمها في منطقة جبلية.