كابول - أ ف ب - زار وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ولاية هلمند الافغانية (جنوب غرب)، احدى اكثر الولايات اضطراباً في البلاد، في زيارته الاولى من نوعها منذ تعيينه في منصبه، والتي تفقد خلالها القوات الاميركية التي ستبدأ انسحابها قبل نهاية هذا العام. وزار بانيتا مستشفى ميدانياً وألقى خطاباً امام جنود من مشاة البحرية (مارينز) الذين تمكنوا وفق الحلف الاطلسي من «تحطيم اندفاعة طالبان وإطاحتها» في المنطقة. وكان بانيتا المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إي) الذي خلف روبرت غيتس وزيراً للدفاع، التقى في كابول وزيري الدفاع والداخلية الافغانيين عبدالرحيم ورداك وباسم الله خان محمدي. يأتي ذلك بعد اعلان الرئيس باراك اوباما عزمه على سحب ثلث القوات الاميركية من افغانستان (33 ألف رجل) قبل نهاية ايلول (سبتمبر) 2012، اي اجمالي التعزيزات التي ارسلت الى افغانستان منذ نهاية 2009، على ان يغادر 10 آلاف منهم البلاد قبل نهاية 2011. وشجع اوباما على اتخاذ قراره، التقدم الذي يؤكد التحالف انه حققه في مواجهة «طالبان»، وإن كان هذا التقدم مثيراً للجدل. وكان القسم الاكبر من التعزيزات الاميركية التي قامت بمهمتها كما يقول اوباما، ارسل الى جنوبافغانستان وخصوصاً الى ولاية هلمند، الاخطر بالنسبة الى القوات الاجنبية المنتشرة في افغانستان لدعم حكومة كابول. ولا تزال هلمند معقلاً لحركة «طالبان». وفي موازاة بداية الانسحاب، سيباشر الحلف الاطلسي الشهر الجاري، نقل المسؤوليات الامنية الى القوات الافغانية في اربع مدن وثلاث ولايات. ويشكل الجنود الاميركيون ثلثي عناصر قوة الحلف الاطلسي في افغانستان التي يناهز عددها 130 الف رجل. وقتل 296 من جنود الحلف الاطلسي على الاقل، من بينهم 211 جندياً اميركياً في افغانستان منذ بداية هذا العام. إلا ان قائد قوات الحلف الاطلسي في افغانستان الجنرال الاميركي ديفيد بترايوس، اكد السبت لمجموعة من الصحافيين ان عدد هجمات المتمردين تراجع في الشهرين الاولين من «موسم المعارك» في ايار (مايو) وحزيران (يونيو) الماضيين، مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2010. وما زال «من السابق لأوانه» استخلاص العبر، كما قال، حتى لو ان المتخصصين في اجهزة الاستخبارات توقعوا زيادة عدد الهجمات في 2011 بنسبة تتفاوت بين 18 الى 30 في المئة. وسقط 711 قتيلاً بين الجنود الاجانب في افغانستان خلال 2010 العام الذي شهدت سقوط اكبر عدد من القتلى في صفوف التحالف. ويكثف عناصر «طالبان» استخدام القنابل اليدوية الصنع، لكنهم يترددون في خوض المعركة مباشرة كما يقول الجنرال بترايوس. ويؤكد موقع متخصص ان القنابل والالغام اليدوية الصنع مسؤولة عن 60 في المئة تقريباً من الخسائر التي مني بها الحلف الاطلسي في السنوات الاربع الاخيرة. في غضون ذلك، اعلن الحلف الاطلسي والشرطة الافغانية مقتل ثلاثة جنود من قوات الحلف في حوادث منفصلة في شرق افغانستانوجنوبها امس، في حين قضى ثلاثة شرطيين افغان بانفجار عبوة زرعت على طريق في قندهار، كبرى مدن الجنوب. وأعلنت القوة الدولية المساهمة في احلال الامن في افغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي ان احد جنودها قتل بانفجار عبوة يدوية الصنع بينما قتل آخر في اشتباك مع مقاتلين. وقتل ثالث في شرق البلاد بافجار عبوة يدوية الصنع، لكن «ايساف» لم توضح جنسية الجنود القتلى ولا مكان مقتلهم. وأعلن قائد الشرطة المحلية عبدالرزاق تولد ان انفجار عبوة اخرى تسبب في مقتل ثلاثة شرطيين افغان لدى مرور آليتهم في قندهار التي تعتبر المعقل الرئيسي ل «طالبان».