طرابلس، بنغازي، لندن، بروكسيل - أ ف ب، أب - قصفت قوات حلف شمال الأطلسي صباح أمس الأحد العاصمة الليبية طرابلس بعد ساعات من لقاء وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قادة المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، فيما أعربت موسكو عن مخاوفها من تحول العملية العسكرية التي يقودها الحلف إلى القيام بعمليات برية. وهذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الحلف المروحيات في غاراته في ليبيا، بعد أن كان يعتمد في السابق على الغارات من ارتفاع حوالى 5 آلاف متر. وشنت المروحيات الفرنسية والبريطانية غارات جوية مكثفة على العاصمة الليبية وضواحيها الشرقية حيث سمع دوي العديد من الانفجارات، فيما يواصل الحلف ضغوطه على نظام معمر القذافي. وأعلن حلف شمال الأطلسي انه استخدم للمرة الأولى المروحيات القتالية لقصف آليات عسكرية وتجهيزات وقوات تابعة للقذافي. وقال مسؤول حكومي ليبي إن غارات الأحد لم توقع ضحايا لأن الثكنات التي تعرضت للقصف كانت مهجورة بعد أن تعرضت لهجمات سابقة. فيما ذكر ناطق باسم الحلف الأطلسي إن طائرات «تورنادو» تابعة لسلاح الجو البريطاني قصفت مستودعاً لصواريخ جو - ارض قرب طرابلس ومواقع عسكرية في بلدة تاجوراء شرقي العاصمة. وقال الحلف في تقريره عن العمليات انه ضرب مركز قيادة وسيطرة ومنشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة عسكرية في طرابلس وقاذفة صواريخ وثكنات ونقطتي تفتيش بالقرب من البريقة. وكان الوزير هيغ ذكر في بيان بعد لقائه مصطفى عبد الجليل وأعضاء المجلس الانتقالي: «نحن متواجدون هنا اليوم لسبب رئيسي واحد وهو إظهار دعمنا للشعب الليبي وللمجلس الانتقالي الممثل الشرعي للشعب الليبي». وأضاف «على القذافي أن يغادر فوراً». وأوضح انه ليست لدى بريطانيا قوات قتالية في ليبيا، إلا انه «طالما واصل القذافي الإساءة إلى شعبه، فسنواصل تكثيف جهودنا لوقفه». وقال مصطفى عبد الجليل انه يرحب بأي عمل يمكن أن يعجّل في نهاية نظام القذافي. وقال سكان في ضاحية تاجوراء التي تعرضت للقصف انهم شاهدوا سحب دخان تتصاعد من دون أن يتمكنوا من تحديد المواقع المستهدفة. وذكرت وزارة الدفاع البريطانية امس أن مروحيات «اباتشي» شاركت في الحملة على ليبيا ودمرت منصة لإطلاق الصواريخ تابعة لقوات القذافي في مدينة البريقة. وأعربت موسكو التي تدعو إلى التوصل لحل للنزاع عن طريق التفاوض، عن خوفها من دخول حملة الحلف مرحلة جديدة. وقال نائب رئيس الوزراء سيرغي ايفانوف إن «استخدام مروحيات لضرب أهداف أرضية هو خطوة على طريق شن عملية برية». ويرى محللون أن الضربات التي شرعت بتنفيذها المروحيات الفرنسية والبريطانية على القوات الموالية للقذافي قد تساهم في كسر الجمود الذي تشهده ساحة العمليات العسكرية في ليبيا، لكنها لا تخلو من مخاطر. وقال الجنرال شارل بوشار، القائد العام للعمليات العسكرية لحلف الأطلسي بليبيا، انه سيتم اللجوء إلى المروحيات مجدداً «في كل مرة وموقف يلزم ذلك». ويأمل الحلف بأن يزيد استخدام المروحيات من الضغط على القذافي وقواته، وذلك بعد تنفيذ اكثر من 3640 ضربة جوية للحلف على تلك القوات من دون حسم المعركة. ولكن رغم القصف المكثف لطائرات الأطلسي قال دبلوماسي أوروبي رفيع في بروكسل «نجد انفسنا في حالة جمود في ما يتعلق بليبيا، وليس بإمكان احد التكهن متى سينهي الحلف الأطلسي عملياته». ورفض وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس ما قيل من إن قرار الاستعانة بالمروحيات جاء بعد أن أثبتت الطائرات التي تحلق على ارتفاعات عالية محدوديتها. وقال إن استخدام المروحيات الهجومية «هو إضافة منطقية لما نواصل القيام به». وقال الدبلوماسي الأوروبي «لم تتمكن جهود الوساطة من تحقيق انفراج نظراً لعناد القذافي»، مدللاً على ذلك بالزيارة التي قام بها رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما إلى طرابلس مؤخراً. كما لم يتمكن المتمردون، الذين ينقصهم التدريب والتسليح والتنظيم الجيد، من إحزار تقدم يذكر في الآونة الأخيرة. ويأمل الأطلسي بإبقاء الخسائر المحتملة بين مروحياته عند حدها الأدنى، وذلك بتكبيد خسائر كبيرة للقوات البحرية للقذافي قبل تسيير الطلعات المروحية، ومع ذلك تظل المروحيات مهددة من جانب الصواريخ البرية القصيرة المدى. وكانت قوات القذافي البرية أطلقت النيران باتجاه العديد من المروحيات خلال طلعاتها اول امس السبت، لكنها لم تصب أياً منها، وفق قائد قوات الأطلسي.