شهدت الأراضي الفلسطينية أمس، موجة مواجهات واحتجاجات جديدة على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، وأقيمت اعتصامات شعبية وصلوات الجمعة في عشرات المواقع المهدَّدة بالاستيطان في مختلف أنحاء الضفة الغربية. ففي المزرعة الغربية قرب رام الله، تحوّلت صلاة الجمعة التي أقيمت على الأراضي المصادرة، إلى مواجهات مع قوات الاحتلال أصيب خلالها عدد من المواطنين. وبدأت الاحتجاجات في هذه القرية منذ ثلاثة أسابيع، بعدما أعلنت سلطات الاحتلال الاستيلاء على أراضٍ لشق طريق استيطاني يربط البؤر الاستيطانية بالمستوطنات المحيطة بالقرية، ما يشكل مقدّمةً لفصلها عن رام الله، مركز المنطقة. وفي الخليل، قمعت قوات الاحتلال مسيرة حاشدة خرجت من المساجد باتجاه البلدة القديمة، ما أدى إلى إصابة عدد من المشاركين. وأتت هذه المسيرة بدعوة من حملة «فككوا الغيتو عن الخليل» التي تطالب بإخراج المستوطنين من قلب المدينة. وفي نابلس، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة سبعة شبان بالرصاص في مواجهات خلال اقتحام البلدة القديمة، فيما أصيب آخرون في قرية بيتا المجاورة، خلال مواجهات اندلعت في منطقة جبل صبيح قرب بؤرة استيطانية أقامها المستوطنون في المنطقة. وأصيب شابان بالرصاص المعدني عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة خلال مسيرة سلمية انطلقت من مسجد حمزة. وللأسبوع الثالث على التوالي، اشتبك المئات من أهالي بلدة العيساوية في القدسالمحتلة مع قوات الاحتلال خلال تظاهرة شارك فيها عضوا الكنيست أحمد الطيبي رئيس لجنة القدس في القائمة المشتركة، وأسامة السعدي. وطالب الطيبي ب «رفع العقوبات الجماعية عن العيساوية التي تدفع ثمن صمود أهلها ومشاركتهم في الدفاع عن المسجد الأقصى، التي يريد الاحتلال تحويلها إلى غيتو فيما يواصل تهويد القدس والاستيطان». وأكد أن (رئيس الحكومة الإسرائيلية) نتانياهو فشل في فرض مجرد بوابات إلكترونية في الأقصى، و (الرئيس الأميركي) ترامب سيفشل في فرض حل ظالم على شعبنا. وفي غزة، نظمت الفصائل وقفة احتجاجية تنديداً بالاعتراف الأميركي بالقدس «عاصمة لإسرائيل»، وجددت تأكيد التزامها «الدفاع عن المقدسات والاستمرار في مشوار الوحدة والمقاومة ورفض كل المخططات الأميركية التصفوية». وقال القيادي في «الجهاد الإسلامي» خالد البطش في كلمة باسم الفصائل إن «صفقة ترامب لا تستهدف فلسطينوالقدس فحسب، بل تهدف إلى تقسيم المنطقة بأكملها». ورأى أن «الفلسطينيين يمثلون حجر الزاوية، وفي حال نال منهم الاحتلال سيسهل عليه ابتلاع المنطقة»، معتبراً أن المخرج يكون ب «عودة الأمة العربية والإسلامية إلى قضية فلسطين، واعتبارها قضية مركزية». وقال: «لن نفرط أو نساوم على القدس أو غزة أو الضفة، لأن الأرض أرضنا مهما تجبر الاحتلال ومهما اختلّت موازين القوى».