أكد كبير موظفي البيت الأبيض سابقاً رينس بريبوس الذي عيّنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد تنصيبه، تقارير إعلامية عن فوضى سادت البيت الأبيض في الأيام الأولى التي تلت التنصيب، مستدركاً أن المعلومات المُسرّبة في هذا الصدد لم تكن سوى جزء ضئيل مما حدث. ورد ذلك في نسخة محدثة ستُنشر الشهر المقبل من كتاب أعدّه كريس ويبل بعنوان «الحراس: كيف يعرّف رؤساء أركان البيت الأبيض كل رئاسة». وينقل الكتاب عن بريبوس قوله في شأن تلك الفوضى: «خُذ كل ما سمعته واضربه ب50». ونشر ويبل في مجلة «فانيتي فير» مقتطفات من الكتاب، كشفت أن وزير العدل الأميركي جيف سيشنز كاد يستقيل في أيار (مايو) الماضي بعدما وبّخه ترامب إثر تعيين روبرت مولر محققاً خاصاً في ملف اتهام روسيا بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية بتواطؤ محتمل مع حملة ترامب. ويروي ويبل أن محامي البيت الأبيض دون ماكغان زار بريبوس مذعوراً، وقال له: «لدينا مشكلة». وأشار بريبوس إلى أن لون ماكغان كان أحمر، وبالكاد كان يتنفس، وتابع: «أجبت: ماذا؟ قال: بات لدينا محقق خاص، وسيشنز استقال الآن. قلت: ماذا؟ ماذا تقول بحق الجحيم؟». وذكر بريبوس أنه خرج إلى مرآب السيارات في البيت الأبيض لإقناع الوزير بالعودة إلى مقرّ الرئاسة. وزاد بريبوس: «قلت: لا يمكنك الاستقالة، هذا ليس ممكناً، وسنتحدث عن ذلك الآن. أعدتُه إلى مكتبي من سيارته. وصل (نائب الرئيس مايك) بنس و (المستشار الرئاسي ستيف) بانون، وتكلمنا معه إلى أن قرر أنه لن يستقيل في ذلك الوقت، وأنه سيفكّر بالأمر بدل ذلك». وكتب ويبل أن سيشنز سلّم المكتب البيضوي لاحقاً رسالة باستقالته، لكن بريبوس أقنع ترامب برفضها. يشكّل ذلك حلقة من مشاهد كثيرة لفوضى في البيت الأبيض يروي الكتاب تفاصيلها. كما يشرح فشل بريبوس في كبح ميل ترامب إلى التغريد على موقع «تويتر»، بما في ذلك سعي موظفين في شكل مبكّر إلى صوغ تغريدات له. وقال بريبوس إن «الفريق كان يزوّد الرئيس خمس أو ست تغريدات يومياً للاختيار منها»، لافتاً إلى أن «الفكرة تمحورت على تغريدات يمكن أن نراها ونتفهّمها ونتحكّم بها». واستدرك أن «ذلك لم يسمح للرئيس بتحكّمٍ كامل بصوته. كل شخص حاول أن يخفّف من عادة تويتر، لكن أحداً لم يستطع ذلك». وكتب ويبل أن بريبوس تلقى اتصالاً هاتفياً غاضباً من ترامب بعد السادسة صباحاً، إثر تنصيب الأخير، يشكو فيه من تقارير إخبارية أظهرت أن الحشد الذي تابع مراسم التنصيب في واشنطن كان أقل من ذاك خلال تنصيب سلفه باراك أوباما. وذكر بريبوس أن ترامب أصرّ على «وجود عدد أكبر من الناس، وأن أشخاصاً لم يستطيعوا الوصول إلى البوابات»، مضيفاً أن الرئيس تحدث عن «أمور جعلت وصول الناس إلى هناك مستحيلاً». وأشار ويبل إلى أن بريبوس اعتبر أن إثارة جدل في شأن حجم الحشد لم يكن معركة جيدة، في اليوم التالي للتنصيب، لكنه تجنّب مواجهة ترامب. واستدرك بريبوس متسائلاً: «هل سأخوض حرباً في هذا الشأن مع رئيس الولايات المتحدة؟». وكان ترامب عزل بريبوس في تموز (يوليو) الماضي، وحلّ مكانه الجنرال المتقاعد جون كيلي الذي قد يواجه المصير ذاته، بعد شكوى الرئيس من أسلوب تعامله مع مزاعم بعنف أسري طاولت روب بورتر، الذي كان مساعداً بارزاً في البيت الأبيض واستقال الأسبوع الماضي. وعلى رغم كل ما رافق الفترة الوجيزة التي أمضاها كبيراً للموظفين في البيت الأبيض، أسرّ بريبوس لويبل أنه «لا يزال يحبّ» ترامب.