استبق وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون محادثات «صعبة» في أنقرة يختتمها اليوم بلقاء مع نظيره أحمد جاويش أوغلو، بتأكيد أن بلاده لم تمنح المقاتلين الأكراد في سورية سلاحاً ثقيلاً، فيما حاولت تركيا فرض شروط جديدة قد تعقّد الأزمة بين الدولتين الحليفتين في «الأطلسي» (ناتو) بمطالبتها أميركا باستبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية عن «قوات سورية الديموقراطية» (قسد). وأجرى تيلرسون مساء أمس، محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول مائدة العشاء قبل لقائه اليوم جاويش أوغلو، غداة تحذير وجّهته أنقرة من «انهيار كامل» للعلاقات الثنائية على خلفية عمليتها العسكرية شمال سورية واستمرار الدعم الأميركي للأكراد. وحاول تيلرسون من بيروت قبل توجّهه إلى أنقرة، محطته الأخيرة في جولة شرق أوسطية، تهدئة «غضب» تركيا. وقال في مؤتمر صحافي إن بلاده لم تعطِ «أبداً أسلحة ثقيلة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، وبالتالي لا يوجد شيء لاستعادته» منها، على رغم أن أنقرة سبق واتهمت واشنطن أكثر من مرة بتوفير سلاح ثقيل للأكراد. وأتى موقف تيلرسون بعد ساعات من مطالبة تركياالولاياتالمتحدة باستبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية من «قسد». وقال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي في بروكسيل بعد لقاء جمعه بنظيره الأميركي جيمس ماتيس: «نريد منهم إنهاء كل الدعم المقدم لوحدات حماية الشعب، الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني»، منتقداً توصيف واشنطن «قسد» بأنها «تحت إدارة العرب وليس المقاتلين الأكراد». وقال وزير الدفاع الأميركي إن محادثاته مع نظيره التركي كانت «صريحة وصادقة»، لكنه أقر بوجود اختلافات في وجهات النظر، فيما أشار بيان ل «البنتاغون» إلى أن ماتيس دعا تركيا إلى «تجديد التركيز على هزيمة داعش ومنع أي محاولة من التنظيم الإرهابي لإعادة بناء نفسه في سورية». وتزامناً مع التوتر السياسي، واصلت تركيا تثبيت موقعها في الساحة السورية، إذ أعلن الجيش التركي أمس إنشاء الموقع السادس للمراقبة في محافظة إدلب، في إطار اتفاق التوتر الذي تشارك فيه إيران وروسيا، وهو الموقع الأكثر عمقاً الذي تقيمه إلى الآن شمال غربي سورية على بعد 10 كيلومترات من نقاط تمركز القوات النظامية السورية ومجموعات مدعومة من إيران. وفي ظل مخاوف الأردن من أن يؤدي التصعيد بين إسرائيل من جهة وإيران والمنظمات المدعومة منها وقوات النظام السوري من جهة أخرى، إلى تبعات سلبية على أمن المملكة، أجرى العاهل الأردني عبدالله الثاني محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو تركزت على الوضع السوري، إضافة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط. وأكد الملك عبدالله أن عمّان وموسكو «وصلتا إلى مستوى عال من التنسيق المرتبط خصوصاً بإيجاد الظروف السياسية الضرورية من أجل إعادة السلام إلى جنوب سورية»، مشيداً ب «الجهود المشتركة للبلدين التي تدفع في اتجاه التسوية السياسية ومناقشة الدستور والانتخابات». وحذرت إسرائيل من أنها سترد في «شكل صارم جداً» إذا استخدم نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية قرب حدودها، بعد ساعات من إعلان دمشق تصدّي دفاعاتها الجوية لطائرات استطلاع إسرائيلية في القنيطرةجنوب سورية. وأعربت إسرائيل في برقية وجهتها الخارجية الإسرائيلية إلى عدد من سفراء الدولة العبرية في الخارج عن خشيتها «من إقدام نظام الأسد على استخدام هذه الأسلحة في المنطقة الحدودية في هضبة الجولان، ما قد يؤدي إلى تسربها إلى الأراضي الإسرائيلية»، وفق ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية.