جددت الولاياتالمتحدة دعوة تركيا إلى التركيز على مكافحة تنظيم «داعش» في سورية، فيما طالبت أنقرةواشنطن باستبعاد «وحدات حماية الشعب» الكردية من تحالف «قوات سورية الديموقراطية» (قسد). وعلى رغم الخلاف الذي بلغ ذروته بين البلدين العضوين في حلف «شمال الأطلسي» (ناتو) على خلفية العملية العسكرية التركية ضد المقاتلين الأكراد شمال سورية، أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الأربعاء أن الولاياتالمتحدةوتركيا ستواصلان التعاون في شأن سورية. وقال ماتيس للصحافيين على هامش اجتماع ل «ناتو» وبعد لقائه نظيره التركي نور الدين جانيكلي مساء أول من امس: «أعتقد أننا نتوصل إلى أرضية مشتركة وهناك أرضية غير مشتركة تضع الحرب فيها أمامك أحيانا بدائل سيئة لتختار منها»، لكنه اعتبر أن «السمة المميزة لتواصلنا هي الصراحة والشفافية المطلقة مع بعضنا ونواصل التعاون لإيجاد سبل لضمان التعامل مع مخاوفهم المشروعة». إلى ذلك، دعا ماتيس تركيا إلى التركيز مجدداً على مكافحة «داعش». وأعلن البنتاغون في بيان أن الوزير «دعا إلى إعادة التركيز على الحملة للانتصار على داعش ومنع أي فلول للتنظيم الإرهابي من إعادة تنظيم صفوفها في سورية». وأوضح أن ماتيس «أقر بشرعية التهديدات التي تمثلها المنظمات الإرهابية على الأمن القومي التركي». إلا أنه «ناقش الأوضاع الأمنية المعقدة في سورية والخطر الذي ستطرحه عودة تنظيم الدولة الإسلامية على كافة أعضاء حلف شمال الأطلسي». من جانبه، أوضح جانيكلي إنه أبلغ نظيره ماتيس بضرورة استبعاد «الوحدات» من تحالف «قسد» الذي تدعمه واشنطن. وقال جانيكلي في إفادة للصحافيين في بروكسيل بعد الاجتماع مع ماتيس، إن «قسد تخضع في الكامل لسيطرة الوحدات الكردية»، على رغم أن ماتيس يؤكد أن المقاتلين العرب يشكلون الغالبية في تحالف «قسد». وعقد الوزيران لقاء بدأ ببرودة عندما صافح ماتيس نظيره أمام الكاميرات، لكن «البنتاغون» ذكر أنهما اتفقا على مواصلة التنسيق العسكري». وتوترت العلاقات بين البلدين منذ بدء العملية التركية في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي في عفرين شمال سورية ضد «الوحدات»، التي تعتبرها أنقرة «إرهابية» وهي حليفة الولاياتالمتحدة في مكافحة «داعش»، فيما تهدد تركيا بالتقدم نحو منبج التي يسيطر عليها الأكراد بدعم من عسكريين أميركيين. في غضون ذلك، أقرّت مصادر في واشنطن بصعوبة محادثات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في أنقرة التي وصلها أمس. وأضافت المصادر أن «الخطاب التركي ناري جداً سواء في شأن سورية أو المواضيع الخلافية الأخرى». وبعد الدعوات إلى «ضبط النفس»، حذر تيلرسون الأربعاء بأن العملية «حرفت مسار معركتنا ضد تنظيم داعش في شرق سورية بعدما انتقلت قوات من هناك في اتجاه عفرين». وقال عضو في الوفد الأميركي إن «الوضع معقد بما يكفي كما هو، دعونا لا نزيد التصعيد»، فيما اعتبرت الديبلوماسية الأميركية السابقة والباحثة في «معهد بروكينغز» أماندا سلوت أنه «إن كان الأتراك ينتظرون من الأميركيين أن يعرضوا لهم استراتيجيا واضحة فقد «يخيب ظنهم»، موضحة أن «العلاقات الثنائية تشهد بالتأكيد مرحلة في غاية الصعوبة». غير أن عضو الوفد الأميركي قال إن «مجرد زيارة وزير الخارجية بعد اتصالات أخرى على مستوى رفيع «يثبت أننا نعتبر أنها على رغم كل شيء علاقة تسمح لنا بالتحادث في شكل صريح». واعتبر ماكس هوفمان من «مركز التقدم الأميركي» إن «معاداة الولاياتالمتحدة مزدهرة في تركيا، إنها من المواضيع القليلة التي تجمع بين المتدينين المحافظين والقوميين العلمانيين»، مضيفاً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «اختار تأجيج غضب الرأي العالم لتسجيل نقاط سياسية».