نفت الرئاسة اللبنانية حدوث أي خروج عن العرف الديبلوماسي عندما اضطر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون للانتظار قبل محادثاته مع الرئيس ميشال عون اليوم (الخميس) في القصر الرئاسي. وأظهرت لقطات تلفزيونية تيلرسون وهو يجلس بضع دقائق في غرفة وبجواره مقعد شاغر قبل أن يدخل نظيره اللبناني جبران باسيل ويصافحه. ونفى مكتب الرئيس اللبناني أي خروج عن العرف الديبلوماسي. وقال مدير المكتب الإعلامي للرئيس رفيق شلالا إن «تيلرسون وصل مبكراً بضع دقائق عن المتوقع»، مشيراً إلى أن «الاجتماع بدأ في موعده». ويزور تيلرسون لبنان، وهو من الدول الرئيسة التي تحصل على مساعدات عسكرية أميركية، في إطار جولة إقليمية. وكتب تيلرسون في دفتر الزوار الخاص بالقصر الرئاسي اللبناني بعد الاجتماع: «السيد الرئيس، شكراً على الاستقبال الحار وعلى النقاش الصريح والمنفتح والبناء». وأضاف أن «الولاياتالمتحدة تقف إلى جانب الشعب اللبناني من أجل لبنان حر ديموقراطي». من جهة ثانية طلب عون من تيلرسون بتدخل واشنطن لمنع إسرائيل من استمرار «اعتداءاتها» على السيادة اللبنانية. ويسود توتر بين لبنان وإسرائيل في الأسبوعين الأخيرين على خلفية ملفين، الأول بناء اسرائيل جداراً اسمنتياً على طول الخط الأزرق حيث توجد 13 نقطة متنازع عليها بين الدولتين. ويتعلق الملف الثاني بالتنقيب عن النفط في المياه الإقليمية في رقعة يؤكد لبنان أنها ملكاً له بالكامل، فيما تعتبرها إسرائيل «ملكاً لها». ووصل تيلرسون إلى بيروت صباح اليوم في زيارة تستمر ساعات، وسط إجراءات أمنية مشددة، على أن ينتقل بعد الظهر إلى تركيا لاستكمال جولة بدأها في المنطقة منذ أيام. وقال عون في بيان أصدره مكتبه الإعلامي إنه طلب من تيلرسون أن «تعمل الولاياتالمتحدة على منع إسرائيل من استمرار اعتداءاتها على السيادة اللبنانية البرية والبحرية والجوية». وأكد عون رفض لبنان «ادعاءات إسرائيل بملكية أجزاء من المنطقة الاقتصادية الخالصة في المياه اللبنانية» في اشارة إلى الرقعة 9 التي وقع لبنان عقوداً مع ثلاث شركات دولية للتنقيب عن النفط فيها. وقالت مصادر ديبلوماسية لبنانية اليوم إن المسؤولين اللبنانيين اتفقوا «على إبلاغ تيلرسون موقفاً موحداً يرفض مسعى أميركياً سابقاً يقترح تقسيم الثروة النفطية في الرقعة 9 الى ثلثين للبنان وثلث لإسرائيل، وسيتمسكون بأن كامل المخزون ملك للبنان». والتقى تيلرسون رئيس البرلمان نبيه بري الذي تطرق بدوره إلى «التهديدات الاسرائيلية» قبل أن يعقد اجتماعاً ما زال مستمراً مع رئيس الحكومة سعد الحريري. ومن المقرر أن يعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً. واستبق تيلرسون وصوله إلى بيروت بالقول خلال مؤتمر صحافي عقده الثلثاء في عمان إن «حزب الله اللبناني متأثر بإيران، وهذا التأثير لا يساعد في مستقبل لبنان على الأمد الطويل». ويشارك «حزب الله» أبرز مكونات الحكومة اللبنانية منذ العام 2013 بشكل علني في القتال إلى جانب قوات النظام في سورية، الأمر الذي يثير انقساماً في لبنان الذي تبنى سياسة «النأي بالنفس» تجاه النزاع في سورية.