بدأت محكمة سعودية اليوم (الأربعاء)، محاكمة مواطن متهم في قضية قتل ابن عمه في جريمة إرهابية هزت المجتمع السعودي قبل ثلاثة أعوام، وصادف وقوعها يوم عيد الأضحى، واصطلح عليها «تكفى يا سعد». وعقدت المحكمة الجزائية المتخصصة، أولى جلسات النظر في القضية، بتسلّم الدعوى في حضور المتهم الذي نفذ الجريمة بمشاركة أخيه الذي قُتل لاحقاً في مواجهة أمنية. وأبلغ رئيس الجلسة، المتهم الذي يحمل الثانوية العامة، بأن له حق الرد مباشرة على الدعوى، أو توكيل أحد أقاربه أو محامٍ من طريق وزارة العدل وتتحمّل الأخيرة أجرته. وأمهل رئيس الجلسة المتهم الرد على ما في لائحة الدعوى في الجلسة المقبلة، فيما تمّ التأكيد على أن الحقوق الخاصّة بالقضية ما زالت قائمة. وطالب المدعي العام في لائحته بإدانة المتهم بما أسند إليه من تهم والحكم عليه بحد الحرابة، وقال: «إن دُرئ الحد عنه فأطلب الحكم عليه بالقتل تعزيراً وصلبه». وطالب أيضاً بالحكم بمصادرة السلاح والذخيرة المضبوطة، إضافة إلى مصادرة هاتفه الجوّال والحاسب الآلي المحمول المضبوطين. ووجه المدعي إلى المتهم ارتكاب جرائم عدة، منها: الخروج المسلح على ولي الأمر بمشاركة شقيقه وارتكاب عمليات إرهابية راحت ضحيتها أنفس معصومة من رجال الأمن ومواطنين، ومنها: مساعدة شقيقه الهالك صباح يوم عيد الأضحى المبارك، باستدراج ابن عمهما مدوس العنزي (أحد أفراد القوات المسلحة في محافظة الخرج)؛ إلى منطقة صحراوية بالقرب من جبل في قرية عمائر بن صنعاء التابعة لمنطقة حائل، وقتله غيلة بإطلاق النار عليه بعد تكبيله، وتصوير ذلك في مقطع فيديو باستخدام جوّاله، ونشره في وسائل التواصل الاجتماعي، نزولاً عند طلب تنظيم «داعش» الإرهابي. وتوجّه المتهم برفقة شقيقه لاحقاً بأسلحتهما إلى مركز شرطة عمائر بن صنعاء، بقصد قتل مَن فيه من رجال الأمن واقتحما المركز بعد تسلق حائطه وصادفا مواطنين عُزل قتل أحدهما، بينما قتل أخوه الآخر عمداً وعدواناً، ومواصلته وشقيقه عملياتهما الإرهابية بهجومهما المسلح على مركز مرور الشملي. إضافة إلى مقاومة رجال الأمن بعد محاصرتهما، وعدم الانصياع إلى مطالب تسليم نفسيهما، وقيامهما بمواجهة رجال الأمن وإطلاق النار عليهم، ما أدّى الى قتل رجل أمن وإصابة آخر بإصابات بليغة، وسرقته وشقيقه إحدى السيارات الأمنية من موقع المواجهة، وإركابه شقيقه بعد إصابته ومحاولة الهرب بها بسرعة عالية؛ ما أدّى إلى انقلابها مرات عدة وتلفها. وتم تحديد موقعهما بعد المسح الأمني من الأجهزة الأمنية في منطقة حائل، وتمّت محاصرتهما والقبض على المتهم بعد إصابته بطلق ناري في الرأس، وتمّ تنويمه في مستشفى الملك خالد بحائل، فيما قتل شقيقه في مكان المواجهة. واتهم أيضاً باعتناق المنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، وذلك بتكفيره ولاة ورجال الأمن في هذه البلاد، والانتماء لتنظيم «داعش» وتأييده في أعماله الإرهابية وخلع البيعة التي في عنقه لولي أمر هذه البلاد بمبايعة أمير التنظيم، وتبني أفكاره والسعي لتحقيق أهدافه وقيامه بعمليات إرهابية خدمة للتنظيم وسعياً لتحقيق أهدافه. إضافة إلى حيازة واستعمال سلاح نوع رشاش آلي (كلاشينكوف) ومخزن وطلقات حية في الإخلال في الأمن العام. واتهم أيضاً بإعداد وتخزين وإرسال ما من شأنه المساس في النظام العام، من خلال: تصوير عملية اغتيال ابن عمه مدوس العنزي بهاتفه الجوّال ونشرها على موقع التواصل الاجتماعي، من أجل نشر فكر التنظيم الإرهابي، ومتابعة أخبار وإصدارات التنظيم عبر مواقع التواصل، وتخزينه في جوّاله وحاسبه المحمول صوراً وشعارات تؤيد التنظيم ورموزه وتدعو إلى الخروج للمشاركة في القتال الدائر في مناطق الصراع.