قال باحث فلكي إن السعودية تمر في فترة دفء موقتة بدأت من أول من أمس (الأحد)، يتحول فيها النهار إلى أجواء صيفية بدرجات حرارة تصل إلى منتصف الثلاثينات وعشرينية في المساء، بسبب تحول اتجاه الرياح إلى جنوبية وجنوبية شرقية، مبيناً أن الأجواء الشتوية ستعود لاحقاً. وأشار الباحث سلمان آل رمضان إلى أن الفترة الحالية هي فترات يأتي فيها البرد بشكل مباغت بعد دفء وارتفاع في درجات الحرارة، وهو ما يسمى قديماً ب«برد العجوز» و«بياع الخبل عباته». وأوضح آل رمضان ل«الحياة»، أنه بدءاً من السبت الماضي، ظهر ما يسمى طالع «سعد الذابح»، وهو المنزلة السادسة من منازل فصل الشتاء وأول طوالع موسم العقارب (وتسمى سعوداً لأن فيها موسم المطر)، مبيناً أن المؤشرات تشير إلى ارتفاع درجات الحرارة لتصل إلى نهاية العشرينات نهاراً في عطلة نهاية الأسبوع ومطلع الأسبوع المقبل، مع تقلب في اتجاه الرياح وتحولها إلى جنوبية وجنوبية شرقية، إذ تشهد هذه الفترة تقلبات الأجواء. وأبان أن هناك فترات يعود فيها البرد ويكون شديداً، مؤكداً أن مؤشرات الأمطار مازالت معدومة حتى منتصف شباط (فبراير) الجاري، وربما أكثر. وقال الباحث الفلكي: «نسميه مربعانية العقارب أو مربعانية آخر الشتاء، ويسمى العقرب الأول عقرب السم والذابح؛ لأن برده قوي ويقتل كما يقتل السم، فأكثر المواشي تموت فيه من قوة البرد وهو 13 يوماً، وهو نجمان غير نيرين، بينهما في رأي العين قدر ذراع، أحدهما مرتفع في الشمال والآخر هابط في الجنوب في برج الجدي (قرنا الجدي)، وتصورهما العرب قصاباً يذبح الجدي، وهو من النجوم اليمانية»، مؤكداً أن العقارب إذا دخلت كان دخولها إشارة إلى قرب انتهاء فصل الشتاء ببرده وجفافه وشح المرعى فيه، وقرب حلول فصل الربيع بدفئه وعشبه، والذابح نجم جاف والأمطار فيه قليلة. وبين الباحث الرمضان أن العقارب لها من النجوم ثلاثة: الذابح، وبلع، والسعود عند أهل الجزيرة، أما العوام فيسمونها عقرب السم، والدم، والدسم، وعند أهل البحر تعرف العقارب بال90، فالسم دلالة على البرد الشديد، إذ إن بردها يقتل كما يقتل السم، والدم دلالة على البرد الخفيف، إذ إن بردها يدمي ولا يقتل، أما الدسم فدلالة على الربيع، فالذابح هو أول نجوم العقارب، فيقوى فيه البرد، كما يتصف موسم العقارب بهجمات البرد المباغتة على فترات متباعدة، بحيث تهب فيه رياح شمالية وشمالية شرقية نسرية باردة، إلا أن الرياح السائدة هي الجنوبية أو الجنوبيةالشرقية، والتي تشتد أحياناً وتثير الغبار والأتربة، ويعرف هذا الموسم بأنه من مواسم الضباب في المناطق الساحلية، وهو آخر شهور البرد، لذا يكون الطقس فيه متقلب الأطوار، بحيث يتكدر فيه الجو وتكون أشعة الشمس حارة، إذ يصعب الجلوس في حرورها كثيراً، بينما يكون فيه الظل بارداً. وأشار آل رمضان إلى أن من تجليات «العقارب» انعقاد أوائل الثمار، وفيه تقطع جذوع النخيل، وفيه ظهور الكمأ، ونضرة عود التين، ووفرة الأترج، وتبيض الجوارح وسباع الطيور، منوهاً بأن العرب تقول فيه: إذا طلع سعد الذَّابِح حمى أهله النَّابح، ونفع أهله الرَّائح، وتصبَّح السَّارح، وظهر في الحي الأنافح»، أي يريدون أن الكلب يلزم حينئذ أهله فلا يفارقهم لشدة البرد وكثرة اللبن، فهو يحميهم وينبح دونهم، و«نفع أهله الرائح» يريد أنه يأتيهم بالحطب إذا راح، و«تصبَّح السَّارح» أي لم يبكر بماشيته لشدة البرد، و«الأنافح» من إنفحة، وتسمَّى «المساه»، وإِنْفَحَةُ الجَدْي شيءٌ يخرج من بطنه أَصفر يعصر في صوفة مبتلة في اللبن فيغلظ كالجُبْن، والجمع أَنافِحُ. الدر 180 (العشرة الثامنة بعد المئة من سنة الدرور)، وفيه برد عقرب السم، وبنهايته يكون مر من سنة سهيل نصفها، بحيث يشرق قريباً من غروب الشمس ويغرب بعيد منتصف الليل، ويتوسط جنوب السماء في منتصف تلك الفترة.