أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون دعم بلاده مصر في حربها ضد الإرهاب، وأثنى على العملية العسكرية الشاملة التي أطلقها الجيش المصري يوم الجمعة الماضي للقضاء على الإرهاب في سيناء والصحراء الغربية ومناطق في الدلتا. وأوضح تيلرسون ووزير الخارجية المصري سامح شكري، في مؤتمر صحافي مشترك عقداه عقب جلسة محادثات مُغلقة وأخرى موسعة في القاهرة أمس، وقبل استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي تيلرسون، أن البلدين بصدد «تأسيس آلية رُباعية لتطوير العلاقات، تتضمن لقاءات مشتركة لوزيري الخارجية والدفاع في البلدين». وتطرق الوزير الأميركي في حديثه عن وضع حقوق الإنسان في مصر، لكن لوحظ تغير لافت في التعاطي الأميركي مع هذا الملف، إذ خلت كلمات تيلرسون من أي انتقادات، بل تضمنت تشجيعاً لمسار الانتخابات الرئاسية. وأوضح أنه بحث مع شكري «موضوع عملية السلام وأكد التزام بلاده دعمها». وقال شكري إن مصر «مستمرة في إدارة علاقاتها مع أميركا وفقاً لمبدأ الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية»، لافتاً إلى أن «المحادثات ركزت على العلاقات الثنائية ولمست رغبة أميركية في تدعيم العلاقات والعمل مع مصر على تدعيم الاستقرار في المنطقة، ومصر ترى العلاقة مع أميركا لا غنى عنها وتسعى إلى تعزيزها». وأضاف: «تحدثت في اقتراح الوزير تيلرسون إنشاء آلية أخرى لإدارة العلاقة عبر اجتماعات (2 + 2) لوزيري الخارجية والدفاع في البلدين، كما اتفقنا على عقد لجنة الحوار الاستراتيجي بين البلدين في النصف الثاني من العالم الحالي». وأوضح شكري أن النقاش تطرق إلى الحرب على الإرهاب والحملة القوية التي تقودها مصر لاستئصاله «ونثمن التنسيق القائم والمساعدة الأميركية ليس فقط من المنظور الأمني ولكن السياسي أيضاً». وأشار تيلرسون إلى إن النقاش تطرق إلى أمور اقتصادية، معرباً عن دعم خطوات الرئيس السيسي خلق اقتصاد جيد في مصر، لافتاً إلى أنها كانت خطوات مهمة جداً وصعبة جداً «نقوم بدعمها ونثني على الامتثال لبنود صندوق النقد الدولي». وشدد على أن بلاده تقف مع مصر «كتفاً بكتف» في حربها على الإرهاب لخلق منطقة أكثر استقراراً، مضيفاً: «مصر تقوم بالرد المناسب وفي الوقت المناسب... مصر تتعامل مع كل تهديدات داعش وتقوم بعملية جيدة في سيناء». ولفت تيلرسون إلى الحديث عن «حقوق الإنسان وخطط انتخابات الرئاسة ونشجع الجميع على المشاركة ونثني على ذلك». وأوضح أن النقاش تطرق إلى القضية السورية وكيف يمكن أن نعمل معاً على تعزيز الإطار الذي تم وضعه لحل الموقف، مشيراً إلى أن «مصر لعبت دوراً حاكماً لدعم المشاورات بين المعارضة وممثليهم والحكومة في دمشق». وقال تيلرسون رداً على سؤال، «دعمنا مصر في الحرب على الإرهاب لا يحتاج إلى دليل. هناك مساعدات عسكرية لمصر نتحدث عن بعضها والآخر لا يمكن الحديث عنه». ورداً على سؤال بخصوص حقوق الإنسان وانتخابات الرئاسة قال الوزير الأميركي: «دعمنا دوماً انتخابات شفافة وحرة في مصر والبلدان الأخرى. الولاياتالمتحدة مهتمة كثيراً بالعملية الديموقراطية وحق الشعب في الاختيار بشفافية ونزاهة، ولا شيء تغير في هذا السياق». وأكد شكري أن الحكومة المصرية «تدعم وتحترم حقوق الإنسان، لكن هناك نقصاً في المعلومات التي تصل إلى الإعلام الغربي في هذا الصدد». وسُئل تيلرسون عن الموقف الأميركي من عملية السلام، فأكد أنه من المهم «تفهم» ما قام به الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص القدس، موضحاً أنه قال نقاطاً مهمة جداً منها أنه لا يقصد تغييراً حقيقياً في كل الأماكن المقدسة الموجودة وثانيها أنه يجب علينا جميعاً الآن تحديد وضع القدس، وشدد على التزام ترامب «دمج الأطراف معاً». واستقبل الرئيس السيسي وزير الخارجية الأميركي. في حين أوضح الناطق باسم الرئاسة السفير بسام راضي في بيان أن اللقاء تطرق الى القضية الفلسطينية، إذ أكد السيسي موقف مصر الواضح بشأن التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، داعياً الولاياتالمتحدة باعتبارها راعياً لعملية السلام إلى إحياء المفاوضات من جديد.